"سامبا يا شباب" نداء ورجاء الجماهير المصرية للفراعنة الصغار أمام بارجواى .. لسنا أقل من منتخب البرازيل الذى أبهر العالم

الإثنين، 28 سبتمبر 2009 03:08 م
"سامبا يا شباب" نداء ورجاء الجماهير المصرية للفراعنة الصغار أمام بارجواى .. لسنا أقل من منتخب البرازيل الذى أبهر العالم هدف مصطفى عفرتو فى مرمى تريندادو توباجو على طريقة الكبار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"سامبا ياشباب".. صيحة أطلقها مشجع مصرى متمنياً أن يلعب المنتخب فى بطولة كأس العالم لكرة القدم للشباب بالطريقة البرازيلية، التى تكاد تشكل قوام الذائقة الكروية لأغلب المصريين، غير أن هذه الصيحة التى أطلقها المشجع محمود عبد الرحمن معبراً عن انبهاره بأداء منتخب السامبا للشباب أمام كوستاريكا، قد تكون أيضا عنوانا لقصة عشق وعلاقة خاصة للغاية بين رجل الشارع المصرى والكرة البرازيلية.

ولم يستحوذ فريق البرازيل للشباب على إعجاب جماهير بور سعيد وحدها وهو يقدم عرضا ساحرا فى كرة القدم أمام منتخب كوستاريكا، وإنما شد أنظار الجماهير المصرية على امتداد أرض الكنانة، فيما لم يكن المشجع محمود عبد الرحمن الذى استبدت به النشوة وهو يشاهد المباراة على شاشة التلفزيون فى مقهى بحى فيصل فى الجيزة سوى تعبير عن حالة الولع الشعبى المصرى بلاعبى السامبا على امتداد أجيال وأجيال.

ورغم أن الوقت مبكر للغاية للتوقعات الخاصة بنهائى المونديال الـ17، فقد أعرب محمود عبد الرحمن عن أمله فى أن يصل منتخب شباب الفراعنة وفريق السامبا للمباراة النهائية، معتبرا أن مثل هذا اللقاء سيكون عرساً كروياً يمنح المونديال الحالى مذاقا لن ينسى أبدا.

ومع لاعبين شباب فى فريق السامبا المشارك فى البطولة العالمية الشبابية على أرض مصر وأسماء مثل آلان كارديك الذى سجل هدفين فى مرمى كوستاريكا وزميله جوليانو-يبدو أن "الذائقة الكروية البرازيلية" للعديد من المشجعين المصريين وعشاق الساحرة المستديرة فى أرض الكنانة بلغت ذروة جديدة فى العلاقة المثيرة بين المصريين وكرة القدم البرازيلية، وولعهم "بفريق السامبا" سواء للكبار أو الشباب الذين يشاركون فى المونديال الحالى، وسحقوا أمس منتخب كوستاريكا بخمسة أهداف نظيفة على استاد بور سعيد.

ويقول أنطونيو موللر الباحث بجامعة تكساس أن كرة القدم فى البرازيل ليست مجرد لعبة، وإنما هى طريقة حياة لملايين البرازيليين، وتؤثر بشدة فى نسيج المجتمع موضحاً فى دراسة نشرتها "سبورت جورنال" أن تاريخ الكرة البرازيلية ارتبط بصورة وثيقة للغاية بتاريخ الشعب والتطورات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية فى هذا المجتمع.

ويعد منتخب البرازيل للشباب من أكثر أصحاب الانتصارات والأهداف على مدى بطولات كأس العالم لكرة القدم للشباب، ومنذ أن شارك فى أول بطولة بتونس عام 1977 ونجح فى الفوز باللقب أربع مرات، ولم يتغيب عن هذه البطولة العالمية إلا مرة واحدة فى اليابان عام 1979، فيما تعبر هذه الحقيقة عن علاقة فريدة بين البرازيليين والساحرة المستديرة.

وإذا كان العديد من البرازيليين هم أحفاد وأبناء مهاجرون لهذا البلد من أرض الله الواسعة، فإن الإنجليزى شارلز ميللر هو الذى أدخل كرة القدم لهذا البلد عام 1885 ليمارسها فى البداية أبناء الصفوة بأنديتهم الخاصة، غير أن "الساحرة المستديرة" كلعبة ديمقراطية بطبيعتها ولا تعرف التمييز والتقسيمات الظالمة سرعان ما شقت طريقها إلى الجماهير العريضة، فيما كان للتاريخ أن يشهد على أن اللاعبين البرازيليين المنحدرين من أصول أفريقية هم الذين منحوا الكرة البرازيلية مجدها وشهرتها العالمية بفضل لياقتهم البدنية العالية ومهاراتهم الفردية.

وكان من مفارقات التاريخ أن يكون الأفارقة الذين هاجروا أو جلبوا للبرازيل هم أصحاب الرقصة الشعبية الشهيرة "السامبا" بإيقاعاتها المحببة، والتى باتت عنوانا وصفة تطلق على لاعبى كرة القدم البرازيليين.

ويقول موللر إن دمج كرة القدم بجدية فى العملية التعليمية كفيل بمواجهة ظاهرة تسرب التلاميذ الصغار من المدارس، فكرة القدم وحدها يمكن أن تحول المدرسة إلى مكان للبهجة فى ذهن الطفل الذى قد ينفر من المدارس وقيودها.

ويحرص المصريون الذين يعشقون الكرة البرازيلية على مشاهدة مباريات فريق شباب السامبا فى البطولة الحالية التى تحتضنها بلادهم، فيما عرفوا بولعهم بمتابعة النجوم الكبار فى عالم الساحرة المستديرة البرازيلية منذ بيليه وجارينشا وحتى زيكو وروماريو ورونالدو ورونالدينو.

وبفوزه الكبير أمس وبعد أن سحق كوستاريكا بخماسية نظيفة-تصدر منتخب السامبا مجموعته الخامسة لبطولة كأس العالم تحت 20 عاما برصيد ثلاث نقاط، فيما جاء منتخب التشيك فى المركز الثانى بفارق الأهداف وبنفس الرصيد.

ويميل أغلب المصريين بصورة تلقائية لمهارات لاعبى السامبا التى تتجلى على المستطيل الأخضر وكأنها السحر بعينه، فيما أبدى المصريون سعادة ظاهرة بأداء منتخبهم الوطنى للكبار أمام منتخب البرازيل فى البطولة الأخيرة لكأس القارات بجنوب أفريقيا، رغم انتهاء المباراة بأربعة أهداف للبرازيليين مقابل ثلاثة أهداف للفراعنة الذين قدموا عرضا رائعا، حتى صدق عليهم القول فى تلك المباراة "هزيمة بطعم الانتصار".

وفاز منتخب السامبا للكبار بكأس العالم لكرة القدم خمس مرات فى أعوام 1958 و1962 و1970 و1994 و2002، فيما ينظر الصغار فى البرازيل لنجوم المستطيل الأخضر باعتبارهم الحلم والمثل الأعلى ليتحول الحلم إلى دافع يحرك ملايين من الفتية للبحث عن حياة أفضل عبر الساحرة المستديرة التى تمثل أيضا مصدر البهجة فى أذهانهم.

أما منتخب السامبا للشباب فهو المرشح بقوة للفوز بالبطولة الحالية فى غياب منتخب الأرجنتين حامل اللقب، غير أن المشجع المصرى محمود عبد الرحمن شأنه فى ذلك شأن كل المصريين يتمنى أن يفوز شباب الفراعنة باللقب على أرضهم وبين جماهيرهم.

وقال روجيرو لورينزو المدير الفنى لمنتخب البرازيل للشباب إن لاعبى فريقه المشارك فى المونديال الحالى بمصر من العناصر الأساسية فى أنديتهم بالدورى البرازيلى، ويمثلون بحق مستقبل الكرة البرازيلية، متوقعاً أن يصل بعضهم اإى مستوى نجوم برازيليين كبار مثل كاكا ورونالدو ورونالدينو.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة