على الرغم من التحذيرات المتعددة من الآثار الجانبية للمصل المضاد للأنفلونزا الخنازير أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الآثار الجانبية للمصل مطابقة لما يُلاحظ عند إعطاء لقاحات الأنفلونزا الموسمية مؤكدة أن الآثار الجانبية مقتصرة على بعض الألم والتورّم والاحمرار مكان الحقن مع مجموعة من التفاعلات المحتملة مثل الحمى والصداع والألم العضلى أو المفصلى لافتة إلى أنّ هذه الأعراض غالباً ما تكون معتدلة ومحدودة ذاتياً ولا تدوم أكثر من يوم أو يومين لدى جميع من يتلقون اللقاحات تقريباً.
يأتى هذا بالتزامن مع إعلان د. حاتم الجبلى وزير الصحة إخلاء مسئولية وزارة الصحة عن الآثار الجانبية للمصل المضاد لأنفلونزا الخنازير عن طريق كتابة إقرارات من قبل المواطنين تفيد عدم مسئولية الوزارة عن أى آثار جانبية للقاح مما يطرح العديد من علامات الاستفهام حول دور منظمة الصحة العالمية فى تأمين اللقاح على الرغم من التحذيرات المستمرة من آثاره الجانبية.
مؤكدة أنه من غير الممكن، حتى وإن تم اللجوء إلى تجارب سريرية واسعة النطاق، تحديد التفاعلات النادرة التى تحدث عند إعطاء اللقاحات المضادة للجائحة لعدة ملايين من الناس.
وتوصى منظمة الصحة العالمية جميع البلدان التى تعطى اللقاحات المضادة للجائحة بإجراء رصد مكثّف فى مجال المأمونية والإبلاغ عن الأحداث الضائرة مؤكدة أن كثيرا من البلدان، فعل النُظم اللازمة لرصد مأمونية اللقاحات.
كما أعلنت المنظمة أن السلطات التنظيمية الرسمية منحت التراخيص اللازمة لاستحداث لقاحات ضدّ الجائحة فى أستراليا والصين والولايات المتحدة الأمريكية كما ستُمنح تلك التراخيص فى القريب فى اليابان وعدة بلدان أوروبية أخرى وتتوقف الفترة التى تستغرقها عملية الموافقة على عوامل مثل الإجراء التنظيمى لكل بلد ونوع اللقاح الذى يتم ترخيصه ومدى سرعة صانعى اللقاحات فى تقديم المعلومات اللازمة إلى السلطات التنظيمية.
كما أشارت تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أنّ قدرة العالم الإنتاجية ستتزايد فى أفضل الأحوال، خمسة مليارات جرعة فى العام تقريباً وتمت، منذ ذلك التاريخ، إتاحة معلومات أفضل بشأن المردود الإنتاجى وتركيبة اللقاح المناسبة.
أمّا التقديرات الراهنة للمنظمة فتشير إلى أنّ قدرة إنتاج اللقاحات المضادة للجائحة فى جميع أنحاء العالم تزيد عن ثلاثة مليارات جرعة فى العام تقريباً ومع أنّ هذا الرقم أقلّ ممّا كان متوقّعاً، فإنّ البيانات الأولية المستقاة من التجارب السريرية تشير إلى أنّ جرعة واحدة من اللقاح ستكون كافية لضمان المناعة اللازمة لدى البالغين والأطفال الأصحاء، ممّا سيمكّن من مضاعفة عدد الأشخاص الذين يمكن حمايتهم بالإمدادات الراهنة.
ولن تكون تلك الإمدادات كافية لتغطية مجموع سكان العالم البالغ عددهم 6.8 مليارات نسمة والذين سيصبح كل منهم تقريباً عرضة للعدوى بفيروس جديد وسريع الإعداء.
والجدير بالذكر أنّ الطاقة العالمية لإنتاج لقاحات الأنفلونزا تتسم بمحدوديتها كما أنّه يتعذّر رفعها بسهولة.
وتحدث اللقاحات المضادة للجائحة أكبر الأثر عندما تُستخدم فى إطار إستراتيجية وقائية، أى عندما تُعطى قبل أن تبلغ معدلات وقوع الحالات فى جائحة ما ذروتها، أو عندما تقترب من مستوى الذروة مطالبة من السلطات التنظيمية وصانعى اللقاحات التعجيل بإتاحة اللقاحات.
وقد تعاقدت كثير من البلدان الغنية، فى فترات سابقة، مع صانعى اللقاحات للحصول على ما يكفى من إمدادات لتغطية احتياجات جميع سكانها. غير أنّ معظم البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل تفتقر إلى الموارد المالية اللازمة للدخول فى منافسة على الحصة الأولى من الإمدادات المحدودة، وستعتمد إمدادات اللقاحات فى تلك البلدان، إلى حد كبير، على التبرّعات التى قد ترد إليها من صانعى اللقاحات والبلدان الأخرى.
أما بخصوص توافر اللقاحات فى البلدان النامية فقد أكدت المنظمة أن الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت الأسبوع الماضى، بأنّها تعتزم التبرّع للعالم النامى باللقاحات المضادة للجائحة، وذلك بالتضامن مع أستراليا والبرازيل وفرنسا وإيطاليا ونيوزيلندا والنرويج وسويسرا والمملكة المتحدة. ومن المتوقع أن تبدى بلدان أخرى نيتها فى تقديم دعم مماثل سيحظى بترحيب شديد.
وستتولّى منظمة الصحة العالمية تنسيق عمليات توزيع تلك اللقاحات المتبرّع بها. وقد اضطلعت المنظمة، فى مطلع هذا العام، بمسوحات بالتعاون مع مكاتبها الإقليمية والقطرية من أجل تحديد البلدان التى لن تستفيد من اللقاحات المضادة للجائحة إلاّ عن طريق التبرّعات معلنة التبرع بـ300 مليون جرعة من اللقاح على أكثر من 90 بلداً.
ومن المتوقع البدء بتوزيع التشغيلات الأولى المتبرّع بها فى تشرين نوفمبر القادم ولا تزال المنظمة توصى بمنح الأولوية الأولى للعاملين الصحيين فيما يخص التطعيم المبكّر.
أما فيما يخص مأمونية اللقاح فقد أكدت المنظمة أن السلطات الوطنية مازالت تبحث كيفية لتنظيم الأدوية، بدقة، المخاطر والمنافع المعروفة والمشتبه فيها المرتبطة بكل لقاح قبل الترخيص به.
وحيث إنّ الفيروس الجائح جديد، فإنّ هناك تجارب سريرية وغير سريرية تجرى من أجل الحصول على معلومات أساسية بشأن الاستجابة المناعية والمأمونية، وتشير حصائل التجارب التى تم الخلوص إليها حتى الآن إلى أنّ اللقاحات المضادة للجائحة تضمن الدرجة نفسها من المأمونية التى تكفلها لقاحات الأنفلونزا الموسمية.
ترويج منظمة الصحة العالمية لمصل أنفلونزا الخنازير رغم تأكيد مخاطره يثير الشكوك حول مصالح المنظمة مع شركات الدواء
الإثنين، 28 سبتمبر 2009 09:28 ص
د. حاتم الجبلى وزير الصحة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة