واشنطن بوست: الإضراب وسيلة المصريين للتعبير عن غضبهم

الأحد، 27 سبتمبر 2009 09:18 م
واشنطن بوست: الإضراب وسيلة المصريين للتعبير عن غضبهم
إعداد رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اهتمت صحيفة واشنطن بوست فى تقرير أعده سودارسان راجافان، بتسليط الضوء على سياسة الإضراب التى اجتاحت عقلية العامل المصرى فى الآونة الأخيرة، وقالت إن جميع فئات المجتمع المصرى على ما يبدو لجأت إلى الإضراب للتعبير عن سخطتها الشديد إزاء الحكومة، وكانت شوارع المحروسة شاهدة على تظاهرات المحامين والقضاة والأطباء والمهندسين والصيادلة وموظفى الحكومة وعمال النقل العام وجامعى القمامة، وهو الأمر الذى يحمل بين جوانبه تحذيراً خفياً بدخول مصر إلى منعطف سياسى خطير.

وترى الصحيفة أن هذه الموجة من الإضرابات أشعلها الفقر المدقع الذى يعانى منه معظم أبناء الشعب المصرى إلى جانب ارتفاع الأسعار وعدم استجابة الحكومة لمطالب رعاياها، فالإضراب عن العمل بات الوسيلة الأخيرة للتنفيس عن الإحباط المتفشى إزاء حكومة الأبراج العاجية التى صمدت على مدار عقود لتضييقها الخناق على المعارضة السياسية.

وقالت الصحيفة إن الاحتجاجات العمالية تتزامن مع تغير المشهد السياسى فى مصر وحدوث تحول ملحوظ فى سياسة الولايات المتحدة الأمريكية المتبعة فى الشرق الأوسط، وأضافت أن قضية التوريث فى مصر تشغل الرأى العام المصرى وتثير قلقه، بينما تعتمد فى الوقت ذاته إدارة الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، على مصر لمساعدتها فى التوسط لإحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وتحسين علاقة واشنطن بالعالم الإسلامى، وهى الأهداف التى حددت الإطار التى تندرج تحته السياسة الأمريكية الخارجية.

وأوردت الصحيفة تصريحا لأيمن نور، مؤسس حزب الغد "أن هناك غضبا حقيقيا يتأجج فى صدور المصريين، كان نتاج العوامل الاقتصادية، ولكن فى قلب هذا الغضب الاجتماعى هناك غضب سياسى". وتقول الصحيفة إن هذه الاضطرابات تعتبر المؤشر الأخير على مناخ الغضب السائد فى البلاد والذى تعمق خلال الأربعة أعوام الأخيرة منذ الانتخابات الرئاسية عام 2005، خاصة بعد اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء فى المجتمع، وتدهور الخدمات الأساسية ومستوى المعيشة، وجاءت الأزمة المالية العالمية لتزيد من تعقيدات الأوضاع، هذا بالطبع إلى جانب حملة الحكومة الضارية التى شنتها ضد حركات المعارضة المقسمة فى البلاد.

وقالت الصحيفة إن المعتاد على مجريات الأمور سيجد أن الاضطرابات العمالية ما هى إلا ممارسة عقيمة لسلسة من التحديات لحكم مبارك، ولكنها دون جدوى، وعلى الرغم من ذلك، يعتقد البعض أن بذور الثورة تم زراعتها، وستحصد فيما بعد، ومن جانبه يرى كمال أبو عيطة، رئيس النقابة العامة للضرائب العقارية المستقلة "نحن متأكدون أننا لن نحصل على حقوقنا فى دولة مثل مصر إلا عن طريق القوة".

وترى الصحيفة إن موجة الاضطرابات التى انتشرت فى عدد من محافظات مصر أثارت قلق الحكومة المصرية إزاء استغلال خصومها، وعلى رأسهم جماعة الأخوان المسلمين، للجو السائد وإعادة توجيه مشاعر الغضب والإحباط لصالحهم، فالكثير من قادة العمال متحالفين مع جماعات المعارضة وانتخابات الرئاسة من المقرر أجراؤها عام 2011، وفى حال شنت الحكومة حملة ضد المتظاهرين، سيسفر ذلك عن صد الاستثمار الأجنبى.

من ناحية أخرى، قلل مسئولون رفيعو المستوى فى الحزب الوطنى من شأن تفشى الاضطرابات، بحسب ما أوردته الصحيفة ويقول محمد كمال، أحد كبار أعضاء الحزب والذى تربطه صلة وثيقة بجمال مبارك إن "الأمر اقتصادى بحت، فبمجرد منح هؤلاء الناس المزيد من الأموال، سينتهى الأمر". ولكن لا تتفق الصحيفة مع وجه النظر تلك، وتسرد كيف قامت قوات الأمن بطلب بطاقة هوية مراسل صحيفة واشنطن بوست واحتجزته لمدة ساعة عندما ذهب ليتفقد مصنع طنطا، الذى أضرب عماله، والتقاط بعض الصور للمخازن الفارغة، وأمروا بمسح جميع الصور قبل مغادرتهم المكان.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة