(ضل راجل ولا ضل حيطة).. تقال هذه العبارة عندما نحبب الفتيات فى الزواج بأى شخص أيا كانت شخصيته، وذلك بعد اليأس من عدم قدوم الزوج المناسب فالزواج –بأى رجل- فى هذه الحال أفضل من العنوسة، وربما يقصد البعض أن العبارة تقال عندما تضعف شخصية الرجل وتترهل فلا يعد لها ثقلها ووزنها فى نظر المرأة ، ومع ذلك فهى تقبل –مضطرة-أن تعيش فى ظله فهو على كل حال أفضل من ظل حائط.فهل حقا ظل الرجال يكفى لحياة النساء حتى وإن كان ظلا قليلا؟ وما مفهوم الظل لديهن؟ وما هى الرجولة الحقيقية فى نظر النساء على اختلاف اعتقاداتهن واتجاهاتهن ووجهات النظر لديهن؟ كانت جدتى رحمها الله تقول أن الرجل كان فى "زمن الرجولة" مهاب الجانب له كلمته النافذة ،ورأيه الصائب ،ولا يمنعه ذلك من أن يكون لينا طيعا ودودا عندما تقتضى الضرورة ذلك. وترى أمى أدام الله بقاءها وأطال عمرها أن الرجولة لم تكن يوما مجرد إنفاق المال وتوفير متطلبات الحياة فقط ، ولكن الرجولة فوق ذلك كله، قمة القوة مع قمة العطف، قمة الصرامة والحزم مع قمة المودة والرحمة. هذا عن أمى وجدتى فماذا عن زوجات وبنات اليوم؟ كيف يرين الرجولة؟
تقول إحداهن إن الرجولة تعنى – من وجهة نظرها - الاستطاعة المالية للرجل حتى يتمكن من أن يحيا حياة طيبة ويستطيع الإنفاق على من يعول وإلا فقل لى بالله عليك كيف يكون الرجل رجلا وهو لا يمارس عملا يدر له دخلا ماليا يمكنه من خلاله أن يعول نفسه وأسرته؟ وترى أخرى أنها تريد أن تتزوج رجلا حنونا رومانسيا حتى وإن كان فقيرا ،فهو غنى بنفسه الطيبة وقلبه الكبير فقد يكون الواحد منا غنيا بماله فقيرا بسوء خلقه أو بقسوة قلبه.
ومن العجيب أن تجد طائفة من النساء لا تريد من الأصل ظلا لرجل وإليك الحوار التالى بين اثنتين منهن: (قال بيقولوا ظل راجل ولا ظل حيطة، يختى بلا وكسه ،طب بذمتك عمرك سمعتى عن حيطة بتقعد تشخر طول الليل و متخلكيش تعرفى تنامي.. ولا حيطة أول متدخل من باب البيت تقعد تجعر عايزة الغدا.. و بعدين تطين عيشتك علشان الملح طلع زيادة فى البامية، ولا حيطة تقعد تنكد عليكى رايحة فين و جاية منين، ولا حيطة تدوخك وراها علشان تعرفى هى بتكلم مين فى التليفون بعد نص الليل.. طب دى الحيطة معروف مكانها.. إنما المحروس متعرفيش هو سهران فى أنهى داهية....قال أيه عندى شغل.. يا سم.. بذمتك فى حيطة تحاول تطلعك كل مرة غلطانة علشان تثبت للعيال إن الحيطة بتفهم أحسن منك.... ولا حيطة تلوى بوزها لما أمك تيجى تزورك... ولا حيطة تقلك متخرجيش بالفستان ده أحسن ما أقطعه عليكي...ولما تقوليلها هاتى فلوس اشترى فستان غيره تعمل ودن من طين وودن من.. طب دى حتى الحيطان ليها ودان.. يا شيخة بلا قرف والله الحيطة أجدع......على الأقل مش هتتحبسى لو حققتى حلم كل الستات و دقيتى فى الحيطة مسمار)..
أظلنا الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة