مليون جنيه لتشويه شعار محافظة مطروح

الأحد، 27 سبتمبر 2009 08:54 ص
مليون جنيه لتشويه شعار محافظة مطروح اللواء سعد خليل، محافظ مطروح
كتب وائل ممدوح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن تغيير شعار محافظة مطروح مفاجأة للأهالى أو لتنفيذيى المحافظة، ليس لأنه كان ضرورة لابد منها، بل لأن عملية تغييره استغرقت أكثر من خمسة أشهر، عقد خلالها اللواء سعد خليل، محافظ مطروح، أكثر من 38 جلسة مع قيادات الحزب الوطنى، وأعضاء المحليات، ومديرى العموم، وتبادل عدة مكاتبات مع وزارة التنمية المحلية، وأجهزة الأمن، وانتهى الأمر بالشعار "المعجزة" الذى لم يختلف عن الشعر القديم إلا فى ترتيب عناصرة، وإضافة "ترس" إلى تصميمة كدليل على النهضة الصناعية التى لم تشهدها المحافظة بعد.

بدأ تفكير المحافظ فى تغيير شعار المحافظة قبل عدة أشهر، حينما وجد وهو "المحافظ الجديد" أن التغيرات التى طرأت على المحافظة فى عهده تتطلب تغيير الشعار القديم، ليبدأ سلسلة طويلة من الاجتماعات التحضيرية التى انتهت بإعلام مسابقة بين فنانى المحافظة لتصميم شعار جديد، وهى المسابقة التى انتهت باختيار أكثر من شعار تم دمجهم فى شعار واحد، مشوه، كان هو المحصلة النهائية، التى تطلبت رصد ميزانية قدرها مليون جنيه.

العجيب أن الشعار الجديد لمطروح لم يختلف كثيرا عن القديم، إلا فى ترتيب عناصره التى أصبحت مفككة وموزعة على جنبات التصميم بشكل طفولى، دون أن يختلف الشعار عن سابقة فى أى شىء، بخلاف "الترس" الذى تمت إضافتة إلى التصميم، دون ضرورة لذلك، فلم تكن مطروح يوما محافظة صناعية، ولم تصبح كذلك فى عهد المحافظ الحالى على الأقل، فضلا عن قرص الشمس الذى تم إقحامه فى التصميم دون أى ضرورة، ليصدر فى النهاية المحافظ، قرارا برقم 495 لسنة 2009، بشأن استبدال الشعار القديم بالجديد، وتعميم الشعار الجديد على الجهات والهيئات التابعة للمحافظة.

المفاجأة التى كشفها نشر قرار استبدال شعار مطروح فى الجريدة الرسمية، هى التزام المحافظ باستطلاع رأى الجهات الأمنية، وعلى رأسها مديرية أمن مطروح، وفرع مباحث أمن الدولة فى الشعار الجديد، قبل إصدار قرار تغييره، وفق تعليمات وزير التنمية المحلية – بحسب الصحيفة الرسمية – الذى أكد فى مكاتباته المتبادلة مع محافظ مطروح بشأن تغيير الشعار على ضرورة استطلاع رأى الجهات الأمنية فى الشعار المقترح، والتنسيق مع فرع مباحث أمن الدولة بمطروح، أى أن وزير التنمية المحلية يدعم تدخل الجهات الأمنية فى أعمال المحافظين، ويوسع من نفوذ أجهزة الأمن وتداخلهم مع عمل المحافظين، ومحافظ مطروح يخضع لذلك، ولا يجد غضاضة فى أن ينشر قراره فى الصحيفة الرسمية، وهو يفتخر باستطلاعه لرأى الجهات الأمنية والتنسيق معها قبل أن يصدر قراره.

بعيدا عما كشفه قرار تغيير شعار المحافظة من نفوذ متنام للأجهزة الأمنية فى قرارات التنفيذيين، وبعيدا عن تضييع المحافظ لوقته وجهده لمسخ شعار المحافظة بشعار جديد يفتقر إلى أدنى عناصر التصميم الفنى، دون أن تكون هناك حاجة فعلية لوجوده، يبقى الشعار الجديد لمحافظة مطروح دليلا عمليا على عدم الشعور بالمسئولية، وتعويض الفشل الإدارى بتغييرات شكلية بلا معنى أو قيمة، مثل هذا الشعار المعجزة، الذى سيجبر محافظ مطروح القادم على أن يبدأ عهده بإلغاءه – دون موافقة الأجهزة الأمنية – وإعادة الشعار القديم، أو استبدالة بشعار حقيقى يعبر عن المحافظة، بدلا من شعار "خليل" المستنسخ "أبو مليون جنيه".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة