لم يكن مسلسل "الباطنية" هو التجربة الأولى التى تجسد من خلالها غادة عبد الرازق شخصية الفتاة الشعبية، ولكنها سبق وقدمتها فى "عائلة الحاج متولى " والذى حققت من خلاله شهرة واسعة ومؤخراً فى فيلم "دكان شحاتة" إلا أن شخصية "وردة" التى تقدمها هذا العام تختلف كثيراً عن أى دور سبق وقدمته غادة فى تاريخها الفنى وأنه إن دل على شىء سيكون على كونها ممثلة مخضرمة تشبعت بخبرة العديد من المخرجين الذين أضافوا لشخصيتها ولأدائها الكثير سواء فى مجال السينما أو التليفزيون.
تجسد غادة فى الأحداث شخصية "وردة" إحدى فتايات الباطنية التى تعانى من الفقر الشديد وتحلم بأن تصبح سيدة مرهفة مثل باقى زوجات الحاج إبراهيم العقاد، لذلك تحاول اللعب على ابنه فتحى والذى يجسد دوره أحمد فلوكس ورغم أن هذه التفاصيل قد تكون مكررة إلى حد كبير مع ما قدمته الفنانة نادية الجندى سابقاً فى الفيلم إلا أن أداء غادة لم يضعها لحظة فى مقارنة مع غيرها من الفنانات.
استطاعت غادة من بداية عرض المسلسل التعبير عن تلك الطبقة الكادحة التى تعيش فى الباطنية بصورتها الحقيقية فى جميع تفاصيلها بداية من ارتدائها للعباية السوداء التى ترتديها معظم السيدات الموجودة فى المناطق الشعبية، بالإضافة إلى طريقة أكل أولاد البلد الكادحين وقد ظهر هذا بوضوح فى المشهد الذى أعطت فيه هياتم وهى أحدى زوجات العقاد طبق من الأرز لـ ورد لتأكله حيث قامت بالهجوم عليه ثم أخذت تلحسه بأصبعها.
أما مشهد معرفة غادة بقتل ابنها من عائلة العقاد بعد خطفه منها كان من أكثر العلامات التى تؤكد على حرفنة غادة فى تجسيد شخصية "وردة" خاصة أثناء جلوسها أمام تربة ابنها والبكاء عليه لينسى معها المشاهد أحلام وطموحات فتاة تحاول أن تنقل ذاتها إلى بيئة مختلفة عن التى عاشت فيها ويشعر بمشاعر أم ظلمت وفقدت ابنها رغم أن زواجها منذ البداية كان مصلحة فقط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة