صدر كتاب "شفرة زيدان" للكاتب عادل جرجس سعد عن دار أنطون للنشر والتوزيع، للرد على رواية الكاتب يوسف زيدان الشهيرة "عزازيل" التى نال عنها جائزة البوكر العربية، وطبع منها 14 طبعة حتى الآن.
فى هذا الكتاب يحاول المؤلف أن يفند بعض المعلومات التاريخية التى ورد ذكرها بالرواية، ويقول إن رواية زيدان تتعدى على الذات الإلهية وكل الأديان السماوية وليس الدين المسيحى فقط.
ويهاجم الكاتب زيدان قائلا: إنَّ أخطر المجتمعات الثقافية هى التى تموج بالأمية الكتابية ومفكريها من أنصاف المثقفين، وتسودها ثقافة التابوهات، والتى يمنع مناقشتها؛ إلا أنَّ هذه التابوهات غالباً ما تكون عنصر جذب للمبدع، لأنَّ الإبداع ينطوى على خيال، والتابوهات هى قمة الخيال، فتكون العلاقة بين المبدع والتابو الدينى مثل علاقة الفراشة من النار، فالنار تجذب الفراشات، والفراشات تسعى إلى النار، ولكن إنّ اقتربت الفراشة من النار، أحرقتها؛ أما "عزازيل" فلم تقترب من النار بل أرادت أنَّ تشكل النّار وتلعب بها، فكانت قاب قوسين أو أدنى من أنَّ تحترق وتحرق الجميع بما طيرته من نيران.
ويضيف "سعد" زيدان يقدم لنا منظومة عدائية لكل ما هو دينى، فهو يقدم لنا الشيوعية الجنسية، والتى رفضها العالم الثالث وتستخدمها الصهيونية، فهو يرى أنَّ من حق الرجل كل النساء، ومن حق المرأة كل الرجال، مادام هناك قبول من الطرفين، وتبقى المعضلة هى نسب الأطفال، والتى أوجد لها حلاً بأنَّ يكون نسب الأطفال للمجتمع كله.
ويرى المؤلف أنَّ الدكتور "زيدان" يدعو للتطبيع مع إسرائيل قائلاً: لماذا ذهب بهيبا إلى أورشليم؟ ولماذا وصف لنا جو الحجيج إلى كنيسة القيامة؟ ولماذا أسهب فى الوصف والتمعن فى كل ما هو فى أورشليم (القدس) وكأنها الجنة الموعودة؟!، ويضيف "لم يحاول المؤلف مثلاً (والرواية تزوير فى تزوير وتلفيق فى تلفيق) أن يبتدع لنا مشهدًا واحدًا يستدعيه من العهد القديم والممتلئ بغلاظة اليهود، ويربطه بالأحداث، بالطبع لا يستطيع وإلا غضب عليه من يريد التقرب إليهم، فلابد أن تكون أورشليم هى الجنة الموعودة".
ويدعى "سعد" أنَّ عزازيل تمتلئ فى الكثير من مواضعها بالتهكم على الله عز وجل، والسخرية منه، قائلا إنَّ المؤلف يتحدث عن آلهة كثيرة، منها الوثنية ومنها الدينية، ولكن عند التهكم والسخرية يذكر لفظ الله فى المطلق، من دون أنَّ ينسبهُ إلى ديانةٍ معينة أو طائفة أو ملة، ويفسر ذلك بأن "هناك عداوة واضحة من المؤلف للذات العليا عداء غير مبرر، وغير مفسر، ولكنه عداء لمجرد العداء".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة