صدر عن المجلس الأعلى للثقافة "شعر أبى نواس" قراءة أسلوبية للدكتور عبد الناصر حسن.
يشير المؤلف فى مقدمة الكتاب عن أسباب اختياره لدراسة شعر أبى نواس، لأن شعره على المستوى الفلسفى يجيب عن ضرورة ملحة هى السعى إلى أقاصى الكيان البشرى والعيش فى حالات روحية نادرة حيث تلاقى الزمان بالأبدية.
ويقول عبد الناصر حسن، إن شعر أبى نواس يعد ظاهرة فنية فريدة من نوعها تقع على حافة تفصل بين مرحلتين ثقافيتين تمثلان حجر الزاوية فى تطور الأدب العربى القديم.
واعتمد الكاتب فى دراسته على المنهج الأسلوبى عبر الإحصاء الدقيق فى رصد الخصائص الفنية والدلالية فى شعر أبى نواس، كما كان للمنهج البنيوى فى مقولاته الأساسية أثر لا يمكن الاستغناء عنه، خصوصا فيما يتعلق بمفهوم البنية وتحولاتها.
حوت الدراسة بابين، تناول الأول منها البنية الإيقاعية فى شعر أبى نواس، ويفصل المؤلف فى الدراسة بين موسيقى الإطار الخارجى فيما يعرف بموسيقى الوزن والقافية، وبين ما يسمى الحشو أو موسيقى الإطار الداخلى.
واهتم الكاتب فى الجزء الثانى من الدراسة بدراسة شرائح المعنى للقصيدة فى إطار البنية الدلالية الكلية لها، للكشف عن العلاقة الوثيقة بين محاورها الدلالية المختلفة.
ويؤكد عبد الناصر حسن على دراسة الصورة الفنية فى شعر أبى نواس، لذلك عرض صورة الشعرية عبر دراسة معجمية على أساس أن الصورة الشعرية تتمثل فى نهاية الأمر من خلال العلاقة التى يجريها الشاعر فى لغة القصيدة عبر ألفاظها وبين تراكيب لغتها الشعرية.
