شهدت الجلسة التى أقيمت لتدشين "تضامن مصرى من أجل مجتمع مدنى" برئاسة سحر عبد الرحمن الصحفية بالأهرام، والتى أسستها الدكتورة نوال السعداوى فى عدة دول منها أمريكا وكندا والنرويج، نقاشات موسعة حول المجتمع المصرى والعلاقة بين الدستور والنظام العام من ناحية والدين من ناحية أخرى.
أكدت نوال السعداوى مؤسسة الحركة الدولية، والأب الروحى للحركة فى القاهرة أنها قبل مجيئها للقاهرة كان لديها أمل كبير فى أن تصل فكرتها إلى مصر، وتضاعف هذا الأمل بسبب حماس عدد كبير من المصريين للفكرة، وقالت إن مصر بها العديد من المنظمات التنويرية من المستهدف أن تعمل "تضامناً" معهم.
وقالت إن التجارة بالدين ظاهرة أصبحت تقلق العالم كله، فكما يوجد متشددون مسلمون فى مصر يوجد متشددون مسيحيون فى الولايات المتحدة يمارسون طقوساً غيبية تشبه تلك التى كنا نمارسها فى القرن التاسع عشر، وهم مجموعة "ميلاد الكتاب المقدس" مشيرة إلى أن الآلاف من الشباب والأكاديميين والموظفين والعمال من مختلف الأطياف فى الولايات المتحدة، قاموا بمظاهرات حاشدة ضد الحرب على العراق وفلسطين وأفغانستان، وضد التشدد الدينى، والأزمة الاقتصادية، وضد سياسات بوش، وأوباما الذى خلف كل وعوده الانتخابية.
وأضافت السعداوى "إن الإخطبوط الإسلامى، لا يختلف عن الإخطبوط المسيحى واليهودى، والتجارة بالدين موجودة فى كل العالم"، وأضافت أن ما قالته إحدى الداعيات الإسلاميات حول أن "ترقيع غشاء البكارة سترة" هو مثال على الفساد الأخلاقى، وانعدام الضمير، وقالت "الله هو الضمير، وليس الطقوس ولا النصوص".
وأكدت السعداوى أن المجموعة المصرية لن تكون تابعة لأى مجموعة أخرى، مشيرة إلى أنه سيتم تسجيل المجموعة كمنظمة رسمية تحت مظلة وزارة التضامن الاجتماعى "لأننا فى حاجة إلى مظلة قانونية تحمينا"، مشيرة إلى أن الظروف فى مصر تغيرت عن الماضى، وأصبحت هناك مساحات أوسع من حرية الحركة والتعبير، وأن الدعوة إلى فصل الدين عن الدولة أصبحت متداولة فى الصحف ووسائل الإعلام.
وأكد الدكتور سمير غريب أن التفكير العلمى هو الأساس لتقدم أى مجتمع، ولا يمكن لمجتمع أن يتقدم إذا سيطر عليه رجال الدين، مع احترامنا للأديان ولرجال الدين، وقال إن مصر متخلفة عن أقرانها رغم أنه كانت لدينا فرص ذهبية للتقدم، بسبب الافتقار إلى الخيال والتفكير العلمى، بينما لم تتقدم أوروبا إلا عندما انفصلت الدولة عن الكنيسة. وأضاف أن ذلك لا يعنى العداء للدين، أو إلغاء الفكر الدينى من عقول البشر، كما لا يعنى الصدام مع المجتمع أو مع الأديان، بل فصلها عن الدولة بمعنى ترك الحرية للدولة المدنية لتطبيق القواعد العلمية للتقدم، مشيراً إلى أن حق ممارسة الأديان حق أساسى من حقوق الإنسان.
ومن جهتها أكدت أمينة أباظة الناشطة الليبرالية، وأول سفيرة عربية لحقوق الحيوان، أن وجود حركة تدعو لمواجهة التشدد الدينى، والإرهاب الفكرى الذى أصبح يسيطر على المجتمع المصرى ضرورة، حتى لو كانت محفوفة بالكثير من المخاطر.
وأشارت الدكتورة منى حلمى إلى أن سطوة رجال الدين والسلف الصالح، هى السبب الأساسى لتخلف المجتمع المصرى، ووجود "تضامن مصرى من أجل المجتمع المدنى" ليس أضعف الإيمان، وإنما هو أقصى الإيمان، لأن مواصلة سيطرة الدين على الدولة المدنية سيعود بنا إلى المزيد من الوراء.
وقالت أميرة طاهر إحدى الناشطات على الفيس بوك إن مصر متدينة على المستوى الشعبى، إلا أنها علمانية على المستوى الرسمى، مؤكدة على ضرورة تشجيع ظاهرة نقد الثوابت، واعتبارها ضرورة لأنها تشجع الناس على التفكير، والاختيار. ودعت إلى تدرس مادة الأخلاق فى المدارس بدلاً من التربية الدينية التى تفرق بين الطلاب أكثر مما تجمع.
وأكد محسن بدوى رئيس مركز عبد الرحمن بدوى أن الدعوة للتفكير والمنهج العلمى، لا تعنى الاصطدام مع المجتمع، لأن ذلك سيؤدى مباشرة إلى الانعزال عنه، مشيراً إلى أن الأولوية لا ينبغى أن تكون لنقد الديان، وإنما للدعوة للأخلاق الإنسانية التى تجمع الناس عليها دون أن تثير حفيظتهم. كما دعا إلى اختيار أهداف محددة واضحة وممكنة التحقيق، إلا أنه قلل من أهمية نزع خانة الدين من البطاقة، لأن الأسماء المصرية تدل على دين صاحبها، وإنما من الأفضل فصل الدين عن الدستور، والدعوة لاحترام حرية الاعتقاد، واحترام القوانين المدنية فى الوقت نفسه.
ومن جانبه أكد الدكتور على ضرغام الأستاذ بجامعة السوربون أن مصر تعانى فى الوقت الحاضر من حالة من الارتباك الحضارى، وضياع البوصلة فى كل المجالات، حيث نعانى من مصير مجهول، إلا أن إحدى المشكلات التى تواجهنا هى غياب الصفوة المصرية، وعدم وجود أجندة واضحة لها. وقال ينبغى أن نحدد أولوياتنا بحيث يبدأ الليبراليون فى العمل بشكل مؤسسى بدلاً من الأداء العشوائى غير المنظم، والذى لا يفضى إلى شىء، كما ينبغى عليهم بذل كل الجهود للتواصل مع الناس بأسلوب بسيط وغير منفر، خاصة وأن الجدل الفكرى قد يمثل لدى الكثيرين ترفاً لا يستطيعونه بسبب الأمية المرتفعة، والفقر.
وهو ما اتفق معه الكاتب الصحفى شريف حتاتة الذى أكد على ضرورة تحديد الأهداف، وليكن الهدف الأول هو تخليص الدستور من المواد الدينية، والتى تعتبر الإسلام دين الدولة ومصدر التشريع، مشيراً إلى أن هذا الهدف سيلقى استجابة من مجموعات اجتماعية متنوعة، وعلى رأسهم الأقباط، خاصة وأن هذا البند فى الدستور كاذب وغير حقيقى، لأن جميع القوانين المدنية فى مصر لا علاقة لها بالدين، فيما عدا قانون الأحوال الشخصية.
يذكر أن "تضامن مصرى من أجل مجتمع مدنى" تضم عدداً كبيراً من الشخصيات البارزة من بينها، جمال عبد الجواد، نجاد البرعى، سلامة أحمد سلامة، وسيم السيسى، السيد ياسين، حلمى النمنم، نبيل عبد الفتاح، أسامة أنور عكاشة، محفوظ عبد الرحمن، إنعام محمد على، أسامة فوزى، هشام قاسم، كمال مغيث، الدكتور أحمد عكاشة، سمير غريب، يحيى خليل، عطية خيرى، يحى غانم، إلهام جودت، الدكتور محمد النشائى العالم المصرى، منى حلمى، شوقى حجاب، سيد حجاب، يسرى نصر الله، الدكتور عصام عبد الصمد، والدكتورة ميرفت يحيى، شريف حتاتة، المهندس طارق سلامة، أمينة أباظة، محسن بدوى، الدكتور على ضرغام، وبهيج إسماعيل.
سحر عبد الرحمن رئيسة (تضامن)
جانب من الجلسة
شريف حتاتة: فصل الدين عن الدستور ضرورة
بهيج إسماعيل: الأزمة فى التفكير الغيبى
د. نوال السعداوى: التجارة بالدين تؤرق العالم
تأسيس جماعة مصرية تدعو لفصل الدين عن الدولة
بعد تأسيس مجموعة "تضامن مصرى من أجل مجتمع مدنى".. نوال السعداوى: التجارة بالدين ظاهرة تقلق العالم.. سمير غريب: سيطرة رجال الدين سبب تخلفنا.. شريف حتاتة: فصل الدين عن الدستور ضرورة
الأحد، 27 سبتمبر 2009 04:19 م
مؤسسو مجموعة "تضامن مصرى من أجل مجتمع مدنى": فصل الدين عن الدستور ضرورة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة