حذر تقرير صادر عن مركز أبحاث أمريكى مقرب من اللوبى الإسرائيلى فى الولايات المتحدة مما سماه "عودة الأصولية الإسلامية فى مصر"، نتيجة لما وصفه بـ"سياسة الاستبعاد والاضطهاد" التى قال إن القاهرة تطبقها ضد الإسلاميين، وفى مقدمتهم جماعة الإخوان المسلمين، بعد مرور ما يزيد على عقد من الاعتدال السياسى والنجاح فى القضاء على تشدد الجماعات الإسلامية الرئيسية.
وحذر التقرير الصادر الخميس 24 سبتمبر، من أن "المزيج من القمع الشديد والوضع الاقتصادى الصعب بشكل متزايد، الذى يواجهه معظم المصريين من الممكن أن يسهم فى عودة الأصولية إلى المجتمع المصرى بشكل عام والقطاع الإسلامى على وجه الخصوص".
وحذر التقرير من "أنه فى سياق أزمة اقتصادية غير مسبوقة وغموض يحيط بمسألة انتقال السلطة، فإن هذه السياسة (القمع) "ربما لا تكون محمودة العواقب".
وقال التقرير الذى نشره معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى؛ الذراع البحثية لمنظمة "إيباك" كبرى منظمات اللوبى الإسرائيلى الأمريكى، وحمل العنوان "التحول فى مصر: هل الأصوليون فى صعود؟"، قال إنه "رغم أن تحركات القاهرة ربما تقلل من تمثيل الإخوان المسلمين فى الحكومة على المدى القصير، فإن استراتيجية الاضطهاد يمكن أن تحمل مردودا عكسيا، بدفع الأعضاء الأصغر إلى احتضان الاحتجاج العنيف أو الدعوة لعصيان مدنى".
وأردف التقرير الذى أعده ميريام بن رعد ومحمد عبد الباقى، الباحثان بالمعهد، القول بأن البعض فى الجماعة، التى قال إنها "أكبر جماعة معارضة فى البلاد"، ربما "ينظرون فى عودة العنف كمخرج من المأزق الحالى".
ودلل الباحثان على ما ذهبا إليه بالقول إن "قيادة الجماعة ـ استباقا منها لرد الفعل السلبى هذا ـ حثت شبابها بالفعل على التزام الوسائل السلمية والسياسية والقانونية فى صراعها ضد النظام".
لكن التقرير عد ما وصفه بـ"تبعية الجماعة غير المسبوقة لحماس وحزب الله فى الشهور الأخيرة"، عده الدليل الأكثر إلحاحاً على عودة الأصولية إلى الإخوان.
ودلل على ما ذهب إليه بإصدار الجماعة بيانات قوية تدعم المنظمتين، بشأن أحداث وقعت مؤخراً، مستثيرة رد فعل مضاد من جانب الحكومة.
وقال التقرير إنه مع الاعتقالات الأخيرة التى طالت عدداً من قيادات الجماعة وعلى رأسهم عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد بها، فإن الفضاء الضئيل أمام الإسلاميين للتأثير فى السياسات الداخلية من دون اللجوء إلى الوسائل العنيفة قد تم إغلاقه.
وأشار التقرير إلى أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما، أعلن عبر خطابه فى القاهرة فى 4 يونيو، رغبته فى تعاون واشنطن مع الإسلاميين المعتدلين والملتزمين بالقانون والتحرك السلمى. لكنه قال إن "كيفية تعامل أوباما مع هؤلاء المعتدلين تظل مع هذا حساسة للغاية ومسألة ذات حدين".
ودعا المعهد إدارة أوباما إلى "إعطاء أولوية من جديدة لحقوق الإنسان والبحث عن سبل لتمكين الديمقراطيين فى مصر"، لكنه استدرك قائلا إنه من غير المرجح أن تفعل الإدارة ذلك، بالنظر إلى شواغلها الكبرى على صعيد السياسة الخارجية، محذرا من أن الصعوبات التى تواجهها مصر سوف تتعمق، متسببة فى عواقب سلبية ووخيمة للبلاد والمنطقة على حد سواء.
