سبقنى الكثير والكثير بهذا الوصف، بل وتغنوا به لكنى أظن أننى اليوم أشعر بعكس ذلك، فأنا وكثير مثلى من المغتربين فى مثل هذه الليلة، وكل الليالى نشتاق لأم (لوطن) فأمنا التى ولدنا على يديها وترعرعنا فى شوارعها ولنا مع كل يوم من حياتنا فيها ذكرى وفى كل عيد حكاية، والتى طالما كانت تمنينا بمستقبل آمن داخل أراضيها، أهى أم بلا وعى وبلا مستقبل، أم مستهترة؟!!
ذلك لأنها تنكرت لأولادها بسبب أنها مزواجة (كثيرة الزواج) وكل زواج أفشل من الذى سبقه، وكل زواج له أبناء بلا مستقبل وبلا أمل فى غد يقولون عنه أنه مشرق، صارت أماً لأبناء الشوارع والمغتربين خارج حدودها، وكلنا سواء مواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة، أو كما يشاء قانون الاغتراب، فمنا من يعيش فى غربة داخل بلده، ويطلق عليهم أبناء الشوارع، والتى لا تجدهم أبدا فى أى دولة خليجية، أو من يعيش فى غربة واغتراب فى أى دولة، ويكون مصنفاً (بوافد أو مقيم)، كل هذا ونحن أبناء أم الدنيا!!!
فاسمحى لى يا أم الدنيا أن أسألك من هو أبى؟؟ كى أحاسبه، أم أنت أم غير شرعية وأننا أبناء غير شرعيين، وإن كنت أنا كذلك، فاسمحى لى من هذا المنبر أن أدعو كل قارئ عنده أم (وطن) وأن أطلب منه أن أشترى أمه، أو أن أستعيرها فقط لهذه الليلة، فأنا أشتاق لحضن أم، أشتاق لحضن وطن.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
