أبدى عدد من المثقفين العرب حزنهم الشديد على خسارة المرشح المصرى فاروق حسنى أمام المرشحة البلغارية إيرينا بوكوفا فى انتخابات اليونسكو بفارق 4 أصوات(27 صوتا لحسنى مقابل 31 للبلغارية بوكوفا)، مؤكدين أنه يجب أن نستفيد مما حدث فى هذه الانتخابات.
كما رفضوا كل الدعاوى التى انطلقت وطالبت بانسحاب كل الدول العربية والإسلامية انسحابا كاملا من منظمة اليونسكو احتجاجا على التحالفات غير الشريفة التى واجهت المرشح المصرى لإسقاطه، داعين إلى استغلال كل إمكانات الدول العربية ووسائل الضغط حتى لا يتكرر ما حدث.
الناقد والمترجم فخرى صالح مدير الدائرة الثقافية ورئيس جمعية النقاد الأردنيين أبدى أسفه الشديد على خسارة حسنى معتبرا أن أسبابا كثيرة تضافرت لحدوث ذلك أولها هو الملة الصهيونية اليهودية التى شنت ملة ضده فى الصحافة الأوربية والأمريكية، وجندت عددا من المثقفين الأوربيين واليهود لقيادة الحملة فى كبرى الصحف وعلى رأسهم الكاتب الفرنسى اليهودى الحاصل على نوبل فى السلام إيلى فيزل، والفيلسوف الفرنسى الشهير برنار هنرى ليفى اللذان كتبا فى صحيفة ليموند الفرنسية وغيرها أكثر من مرة داعيين لمنع فوز فاروق بالمنصب.
ومن أهم الأسباب فى خسارة حسنى، كما يراها فخرى صالح، هو أن دولة بحجم ألمانيا أخذت على نفسها عهدا أن تمنع وصول حسنى للمنظمة وقادت حملات سياسية وإعلامية لإسقاطه إضافة إلى أن مندوب أمريكا باليونسكو كان يجرى مفاوضات مع الدول التى يحق لها التصويت من أجل منع وصول حسنى للمنصب، وتدخلت اللعبة السياسية بحيث تم إقناع اثنين من ممثلى الدول التى منحت صوتها لحسنى، بتغيير مواقفهما فكانت الخسارة فى الجولة الأخيرة.
لكن صالح يرفض فكرة الانسحاب من اليونسكو قائلا "لا أظن الانسحاب من اليونسكو مفيدا للعالم العربى، ولا لغيره، ومن قبل أنسب أمريكا ولم تدفع مخصصاتها، ولم يحدث أى شىء"، ودعا العرب إلى الإعداد بشكل جيد والاستفادة من هذه المرة واستعدادات مصر التى كانت أيضا جيدة والتعمق داخل المنظمات وإقامة العلاقات مع الدول والاستفادة من الإمكانات العربية حتى نستطيع تغيير الرؤية فى الجولات المقبلة.
الدكتور علوى الهاشمى الأمين العام لمجلس التعليم العالى بالبحرين يتفق مع صالح فى عدم جدوى الانسحاب من اليونسكو ويقول "هذا هروب لا يغنى، وينبغى أن نقيم الحوار ونبين القضايا بمزيد من كشف الحقائق وإثبات القوة الفكرية للعرب، لكن اللجوء للهروب والانسحاب سهل جدا، والأشياء السهلة لا تنفع ولابد أن نبذل الجهد والعرق".
ويتفق معهما الشاعر الفلسطينى المتوكل طه وكيل وزارة الإعلام الذى يرى أنه "على العرب أن يوظفوا إمكاناتهم المادية والثقافية للضغط على الغرب ليحصلوا على مكانتهم التى يستحقونها"، كما اعتبر عدم نجاح حسنى فى الفوز باليونسكو مؤامرة غربية صهيونية لاستبعاد أى عربى من الوصول إلى موقع عالمى متقدم مؤكدا أن فاروق لم يخسر وإنما خسر الأمريكان والصهاينة الذين يغلقون الأبواب أمام حوار الحضارات ويغلبون عنصريتهم على أى مبدأ للحوار.
توجهنا بالسؤال إلى الشاعر شوقى عبد الأمير مستشار العلاقات الثقافية الدولية باليونسكو، على اعتبار خبرته الطويلة بالمنظمة، فقال "هذا قرار لو حدث ليس له معنى، ولازم نحضر مرشحا جديدا ونستفيد من هذه المعركة، ولا نردد هذا الكلام لأن معناه أن أى مرشح يخسر الانتخابات ينسحب وهذا غير وارد فى تاريخ المنظمة، وغير مجد وغير عملى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة