كلما فتحت الكمبيوتر أو دخلت الحمام أو وقفت فى طابور عيش تأتينى إيميلات ورسائل تحثنى على الجهاد الإلكترونى بغلق هذا الجروب ونشر تلك الرسالة وتوصيل ذاك التنبيه، حتى تأكدت أنك إذا أردت أن تهلك شخصا وتضيع وقته وجهده فعليك بعمل جروبين تلاتة تسب فى دينه وتنتقد مبادئه وتسخر من مقدساته.. وسيب الباقى على الشخص ذات نفسه.
فستجده يشحذ الهمم، ويدعو الناس لمقاطعتك ويقيم الحملات المنظمة لمقاطعة الجروب اللعين الذى أنشاءته على الفيسبوك، ويلعن سنسفيل جدودك على السبحة، وأنت تمارس شُرب النسكافيه ضاحكاً.. وهكذا لم يتبقَ من فكره وجهده وعمله فى الحياة سوى حبة إيفينتات وبانرات وجروبات مضادة.
وقد بلغ استخفاف الأعداء بنا مبلغه، لدرجة أننى أقسم بالله أن رسائل تفطس من الضحك تأتينى من مئات الأصدقاء يومياً والجميع يتعاملون معها بجدية وحزم وهمة مثل الرسالة الشهيرة إن الموبايل هيطلع فيروسات فى وشك لو رديت على رقم زيرو خمستاشر ومش بس كدة.. يتوعدك مرسل الرسالة بأنك إن لم ترسل الرسالة لخمسة من أصدقائك يبقى يشيل ويحط عليك وهتروح فين من لعنة الله يوم القيامة.
مبدأ الداعين إلى حملات للرد على هجوم الهاجمين هو الخوف من افتتان الناس بما يقوله الكفرة والملحدين وأعداء الدين، لكن الحلول المنطقية كثيرة جداً ولا تتضمن التفرغ لرد الجروب بجروب ورد الإيميل بإيميل، وإنما التفرغ للدعوة إلى الدين الصحيح وتعريف الناس بتعاليم الدين السامية.. وقتها فلن يجد الساخرون من المقدسات ولا زبون واحد يستمع إليهم..
فاكرين نظرية الحمار والجزرة؟ لمّا الفلاح حط الجزرة قصاد الحمار عشان يفضل ماشى؟
أصدقائى الفيسبوكيين والإنترنتيين والمدونين الأعزاء
بلاش نهتم بالجروبات والرسايل من النوع الجزر.. وإلا هنبقى.. بلاش نقول!!