أولا كل الاحترام والتقدير للرئيس المصرى حسنى مبارك على جولته المفاجئة للأسواق ومتابعته شخصيا حتى لأهرامات القمامة بنفسه، لأن المواطن نائم والمسئولون فى ثبات لا أعرف ماذا جرى للشعب المصرى، أصبح شعب الإضرابات والنقد والتمرد والرؤية الواضحة لنفسه، وكأنه ملاك طاهر والعالم كله على خطأ، فلابد أن نواجه أنفسنا ولا ننتظر أن نزيد من أعباء الرئيس ليمر بنفسه لمتابعة الأسعار.
ألهذا الحد طمست مرآة الضمير ألهذا الحد أصبح المسلم مسلم بالبطاقة والقبطى قبطى بالبطاقة، وأصبحنا عالما من ورق شكلا وموضوعا، ألهذا الحد فقدنا الأمانة والوطنية ونحتاج إلى عصا أشد من عصا موسى لكى نفيق، فأين وزير التموين والتضامن الاجتماعى، وأين مديريات التموين من الموظفين المصريين الذين يحصلون على راتب شهرى من الدولة مقابل تأدية الخدمات للشعب شىء واحد لم يطالب بالتدخل فيه الرئيس مبارك هو الخلافات الشخصية ألهذا الحد أصبحنا شعب مهمل أطالب نفسى وإياكم بتغذية الضمير، وعمل إجراء جراحة لاستئصال ما فسد منه لأجل مصر وإتاحة الفرصة للرئيس مبارك أن يعمل فقط فى القضايا الكبرى التى تمس الأمن القومى المصرى.
لقد انقسم الشعب المصرى إلى ثلاث فرق، فريق يعارض دون فهم ويصفق مع المصفقين وفريق آخر سلبى جدا لا يعطى ردة فعل فى أى شىء، وفريق ثالث يطالب بتدخل الرئيس حتى فى مشكلة قمامة القاهرة، فقد قرأت مقالا فى أخبار الحوادث أصابنى بالألم، ومن بين طيات سطوره استفسار الرئيس مبارك عن جبال القمامة وإجابة الوزراء بكله تمام يا ريس، لماذا لا يتحمل المسئولية كل مواطن منا يلقى بالقمامة فى الشارع، ويحاسب نفسه بنفسه أمام الله، وأيضا مشكلة الخبز كنت أجرى بحثا ميدانيا عن الخبز وشاهدت سيدة بجانب مخبز، وقد اشترت بـ 25 جنيها خبزا للطيور فمن ساعدها فى الحصول عليه هل هى الحكومة ؟؟
بالطبع لا هو مواطن مثلها فسدت زمته ومات ضميره وربما ينتقد الحكومة ويسود الدنيا فى وجوهنا، وعندما تحدثت معهم عن الأزمة كانت السيدة التى اشترت هذه الكمية من الخبز أول من سب الزمن الأسود والحكومة والدنيا كلها ؟؟ فلا أحد يشعر بخطئه، الحكومة عبارة عن مجموعة من الأشخاص أصابها ما أصاب الشعب من خراب الذمم وموت الضمير، فليست مستوردة من الخارج هى نحن بالتأكيد، وهى جزء منا شئنا أم أبينا، والمواطن خبير فى الهمجية ويرى نفسه سيدا للعالم كله، ومن حقه أن يحصل على مالا يحصل عليه غيره وبالعافية والبلطجة، ويظهر هذا بوضوح فى قيادة السيارات فى الشوارع والسباق بين قائدى السيارات وكأنهم مرضى بمرض نفسى، وأيضا على المخابز عندما يهبط مواطننا فجأة ويقتحم الصف ويتشاجر ليأخذ حق غيره فهو السيد وهو ابن العائلة والناس ليسوا شيئا هم رعاع فى نظره.
باختصار شديد لابد من الاعتراف أن الشعب المصرى مات ضميره وحسه الوطنى والإنسانى ونطالب جراحى العالم بالعمل فورا على استئصال الضمير المصرى وزراعة ضمير يليق مقاما بأرض الكنانة ورئيسها البطل والقائد محمد حسنى مبارك، وتحياتى واحترامى لأرض مصر الغالية ورئيسها، ولندعو جميعا المولى أن يبدلنا خلقا خيرا من خلقنا ويعيد إلينا إسلامنا دين محمد {صلى الله عليه وسلم} الحقيقى السمح الذى يدعو إلى الحب والوطنية والنظافة، فما الفرق بين مواطن يلقى بالقمامة من شباك منزله وبين اليهودى الذى كان يلقى بالقاذورات أمام منزل محمد {عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم}، وما الفرق بينه وبين من يدافع عن الإجرام، وتقول له فلان سرق فيكون رده (هيعمل إيه الحالة غالية والشباب هيقطع نفسه يعنى).
وتقول فلان اغتصب فيقولون، وماذا يفعل تكاليف الزواج غالية وهو مسكين سامحوه، وتفشت ثقافة الدفاع عن الإجرام إلى أن تطورت الأمور وأصبح التحرش فى كل شارع وحارة ومن يقول به ليس فى سن الزواج ولا يشعر أصلا بالغلام، فهو إما شاب فى سن المراهقة وإما رجل متزوج قد بلغ أشده من العمر وهذه كارثة أن نقر مشروعية السرقة للشرف والأعراض والقيم فهذه علامات الساعة، فقد كنت بجانب فرع البنك الأهلى وسيدة منتقبة سرقت رجل خارج من البنك فأبلغ الشرطة فتطوع أحد المواطنين، ليقول خذوا منى المبلغ اللى سرقته السيدة هذه واتركوها، نعم وصل الدفاع عن الإجرام لهذا الحد وغاب ما نادانا به إسلامنا بضرورة حمد الله على السراء والضراء فقد كان محمدا {عليه الصلاة والسلام} يضع الحجر على بطنه من شدة الجوع، فأين نحن منه لم يعد هناك من يبات بدون عشاء ولا نحمد الله أبدا، فاليوم الجائع هو من يأكل اللحم مرة واحدة فى الأسبوع ويرتدى جلبابه مرتين بالتبادل مع جلبابه الثانى،!! وأخشى من عقاب الله وخاتمة الشعب المصرى نحن وأنتم، فمتى نعود إلى قانون الحب والسلام والعمل والضمير إنه حلم فهل هذا حلم مشروع؟ أم أننا سننتظر عقاب الله وحبا تذلل كيان الشعب المصرى ليفيق ويعود لأمجاده؟؟
وعن أنس -رضى الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:[إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها}.
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "المؤمن القوى خير، وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف. وفى كلٍّ خير". احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تَعْجَز .. وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أنى فعلت كذا، كان كذا وكذا، ولكن قل: قدَّر الله، وما شاء فعل، فإن لَوْ تفتح عمل الشيطان" رواه مسلم
