حذر حقوقيون من أن الأوضاع الصحية المتدهورة داخل السجون المصرية قد تهدد حياة المساجين والمعتقلين بتفشى الأوبئة والأمراض، خاصة بعد تردد أنباء عن إصابة عشرة من نزلاء ليمان أبو زعبل بأنفلونزا الخنازير، ودعوا المجلس القومى لحقوق الإنسان للمطالبة بالإشراف على أوضاع الرعاية الصحية داخل السجون منعاً من موقع كارثة طبية للمساجين وذويهم.
ونفى حافظ أبو سعدة، الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، أن يكون هناك نية متعمدة لدى إدارات السجون المصرية لتعريض حياة السجناء للخطر، إلا أنه أكد أن الإهمال سيد الموقف داخل السجون، وهو ما قد يعمل على تفشى الوباء سريعاً بين المساجين، مشيراً إلى أن عدم اتخاذ إجراءات سليمة وسريعة يهدد بوقوع كارثة.
وطالب أبو سعده بضرورة إجراء الكشف الطبى على جميع المساجين، وتطعيمهم ضد المرض، واتخاذ إجراءات عزل فورية لمن يتم الكشف عن إصابته. كما دعا إلى ضرورة الإفراج عن المعتقلين، ومتابعتهم من منازلهم، والإفراج عن المساجين الذين قضوا نصف المدة فى السجن. كما دعا المجلس القومى لحقوق الإنسان لتقديم طلبات للنيابة العامة، ووزارة الداخلية تفرض تواجد أعضاء المجلس مع النيابة العامة داخل السجون للإشراف على الإجراءات الصحية التى سيتم اتخاذها.
ومن جهته، دعا خالد على عمر المحامى ومدير مركز هشام مبارك للقانون إلى ضرورة فحص ذوى المساجين قبل وبعد الزيارة، والاتجاه نحو السجون المفتوحة الجيدة التهوية، وقال إن أهم المشكلات التى تواجه السجون المصرية والمعتقلات تكمن فى تكدس أعداد كبيرة من المساجين فى مساحات صغيرة، سيئة التهوية، وطالب خالد على بضرورة الإفراج عن المعتقلين الذين يقضون فترات طويلة داخل السجون، دون محاكمة، ودون توجيه اتهامات لهم، كما طالب بالتخفيف من القيود التى تمنع منظمات حقوق الإنسان من التواجد داخل السجون، مشيراً إلى أنه لا يسمح سوى للنيابة العامة أو وزير الداخلية بالاطلاع على الحالة الصحية داخل السجون.
ووصف نجاد البرعى المحامى ورئيس المجموعة المتحدة الأوضاع فى السجون المصرية بأنها "مزرية"، مشيراً إلى أنها أسوأ بمراحل من الأوضاع فى الشوارع، والمدارس، والمستشفيات التى تعانى من الإهمال وانعدام النظافة، وقال إن الحكومة المصرية لا تهتم بصحة المصريين، إلا أن الفارق بين المساجين وغيرهم أنهم لا يستطيعون تلقى الرعاية الطبية بأنفسهم، ولا سبيل لهم سوى الاعتماد على إدارات السجون، وقال إن العديد من الأوبئة تنتشر داخل السجون كالكوليرا والجرب، بسبب انعدام الرعاية الصحية، والتكدس، وإهمال النظافة، وأشار البرعى إلى أن إدارة السجون ليس لديها الإمكانات لتوفير الأمصال، والأدوية للمساجين، ودعا وزارة الداخلية السماح لمنظمات المجتمع المدنى للمشاركة فى توفير الرعاية الصحية للمساجين، وقال "إننا فى وقت نحتاج فيه لأقصى درجات الشفافية والمصارحة".
وناشد نجاد البرعى رئيس الجمهورية بتقديم عفو رئاسى عن جميع المساجين الذين يقضون عقوبات قصيرة المدة من 3 إلى 6 أشهر، أو أن تستبدل بالعقوبة دفع غرامة مالية، وذلك للتخفيف من كثافة السجون. كما دعا إلى نقل بعض المسجونين إلى معسكرات أخرى ذات مساحات واسعة حتى لا يتسبب التكدس فى الانتشار السريع للوباء، وقال "تفشى أنفلونزا الخنازير فى السجون وأماكن الاحتجاز سيهدد جميع المصريين".
وكانت مصادر طبية من داخل سجن أبو زعبل قد أكدت لليوم السابع أن 10 سجناء أصيبوا بمرض أنفلونزا الخنازير، داخل العنابر، وتم عزلهم فى غرف جيدة التهوية، وتقديم الرعاية الطبية لهم، كما أشارت المصادر إلى أن إدارة السجن تعتزم إلغاء الزيارات بداية من يوم الأحد القادم، ولمدة خمسة أيام خوفا من انتقال العدو بين السجناء وأقاربهم من الزائرين.
حقوقيون يحذرون من تفشى "أنفلونزا الخنازير" بالسجون.. ويناشدون الداخلية بالسماح للمجتمع المدنى بتقديم الرعاية الصحية والإفراج عن المعتقلين وذوى الأحكام القصيرة
الجمعة، 25 سبتمبر 2009 07:35 ص