الصرخةُ والسَّيف قصيدة لحمزة قناوى

الجمعة، 25 سبتمبر 2009 02:12 م
الصرخةُ والسَّيف قصيدة لحمزة قناوى الشاعر حمزة قناوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حمزة قناوى شاعر وكاتب يبلغ من العمر 32 عاما صدر له دواوين "الأسئلة العطشى، وأكذوبة السعادة المغادرة، وأغنيات الخريف الأخيرة، وبحار النبوءة الزرقاء، وقصائد لها والغريب - قصائد باريس"، كما حاز العديد من الجوائز منها جائزة سعاد الصباح عام 2000 وجائزة قصور الثقافة المركزية، ومثل مصر شعرياً فى مهرجان الجزائر عاصمة للثقافة العربية عام 2007، وشارك فى العديد من المهرجانات الشعرية فى مصر وفرنسا وسوريا والجزائر ودمشق، يعمل حالياً بجريدة الخليج الإماراتية بمركز الدراسات، ويكتب بشكل دورى وبصفة منتظمة فى جريدة الشروق الجزائرية، واليوم السابع ينشر قصيدة "الصرخة والسيف" للشاعر حمزة قناوى.

يا سيِّدى.. يا حاكم البلاد
عامانِ أطلُبُ المُثولَ فى رَحاب مجلِسك
فيُلقِنى الحُرَّاس خارجَ الأسوار
عامانِ أُوصِلُ المَساءَ بالنهار
أدورُ حولَ قصركَ المُراقَب المَهيب
لعلَّ ثَغرَةً بعيدةً هُناكَ تنتهى إليكَ أو طريق
وها أنا أتيتُ فى تغافُل الحُرَّاس
لألتقيك والفؤادُ يمتلى بعلقم السنين
وقد نصَبتَ مجلِسك
لجوقةِ السُمَّار والمُنَافِِقِين
جهلتَ ما يدورُ بالبِلاد من أَسَى
والظُلمُ طاولَ الرَّقاب ..
أسمَل الحياةَ فى العُيون
الناسُ يا مولاى جائِعون
وموسمُ الحصاد جاءَ مُجدِباً كَكُلِّ عام
وجامعو الضرائب القُسَاة يسلبونهم..
.. جميعَ ما تطاله أيديهم الغِلاظ
ويرتشونَ مِن ذوى الضِياع والقُصور ..
.. لا يُسائِلونهم عن الضريبة التى تحقُّ للبِلاد
والجُند يعلمون !
يقاسمونهم غنيمةَ الحَرام
والوُلاةُ ظالمون
يدرونَ ما يحلُّ بالبِلاد والعباد
فالفقرُ طاولَ الجميعَ ..
.. والبَلاءُ والكساد
ويرفعونَ كُلَّ ليلةٍ رسالةً إليك
.. تنتهى بأنَّ مُلكَكَ العظيمَ فى أمان
والأمورُ فى البلاد
تسيرُ وِفقَ ما يُرامُ
والنَّاسُ هانِئون
يُسَبِّحونَ كُلّ ليلةٍ بحمدِ حكمِك الأمين
والسلام!
مولاى.. لو دريت فالولاة..
قد أسدلوا عن الرعية التعيسة الستائر السوداء
وأوقفوا الحُجَّابَ يمنعونَ كُلَّ من له شِكايةٌ عن الدُّخول
وأغرقوا ليلاتِهم
بالخَمرِ والقيانِ والطَرَب
وأرسلوا فى الناس من يُذِلّهم
.. بالسوطِ إن علا صراخُهُم
وطاولَ الغَضَب
حناجِرَ الضعاف والمُشَرَّدين !
وأنتَ تكتفى بحُكمِ مُلْككَ العريض من هُنا
من قصرِكَ المُشيَّد القِِباب والأركان
لم تَمشِ فى الأسواق أو تُفاجئ البيوت كى ترى الأحزان
والفقرَ والبطالةَ العقيمَ والوباءَ والمَرَض
تعيشُ بين النَّاس كالهواء
والسَّيفُ وَحْدَهُ مُحَكَّمٌ على الرِّقاب
القَهرُ يا مولاى خلفَ كُلّ باب
يُهيئ النفوسَ - لو دريتَ - لانتفاضة الغضب
القهرُ والعذاب
ولم يَعُد أمامَكَ الكثيرْ
إمَّا تُعيدُ للبِلاد عدلها السليب
وتُنصِفُ الضِعافَ والمُشَرَّدين
أو فانتظِر..
أن يجنح الأسى بهم ويُفلِتُ الجُنون
وتُدرِكُ المأساةَ حينَ يُطبِقُ المَصير






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة