حامد بن عقيل شاعر وناقد اعتمد التأويلية لتطبيقها على نصوص روائية وقصصية وشعرية، كما اعتمدها فى كتابيه "فقه الفوضى" 2005م، و"عصر القارئ" 2009م، ويأتى هذا الكتاب الثالث ليقدم لنا الدراسة التأويلية والنفسية ليدرس نص "الإرهابى 20" للسعودى عبد الله ثابت، والصادر عن دار طوى الثقافية للنشر والإعلام بلندن.
جاءت الدراسة فى ثلاثة أقسام وسبعة فصول، الأول "المعرفة ضد الأيديولوجيا" وينقسم لفصلين الأول منهما يناقش علاقة الإرهابى 20 بالسيرة الذاتية، وميثاق القراءة، والأجناسية، بينما الثانى من القسم الأول يتناول مفهوم التدمير والنزعة التدميرية، وتعريف الإرهاب، وناقش فى القسم الثانى والذى يحمل عنوان "النسيج النظرى، والذى يشتمل على فصلين الأول حول علاقة التأويل بالتحليل النفسى، والثانى الفضاء الاجتماعى والتنظير، بينما كان القسم الثالث والأخير بعنوان "آليات تشكيل العنف" وهو من ثلاثة فصول الأول "الكبت والحاجات النفسية" و"هزيمة الاستبداد الاجتماعى" والأخير "19 – 26" الذى يربط فيه الناقد حامد بين الإرهابى 20 فى تفجيرات الحادى عشر من سبتمبر وبين الإرهابى 27 فى قائمة المطلوبين أمنيًا فى السعودية.
ثم يختتم دراستهُ بتنويه يقول فيه: إن الدراسة ما هى إلا محاولة لفهم الذهنية الاجتماعية التى يمكن أن تنشأ فيها الجماعات المتطرفة، وفهم الحالة النفسية لأفرادها وكيف يمكن أن تكون عملية طويلة ومقصودة تشكلها تلك الجماعات، فمن البديهى أن الإنسان لا يولدُ إرهابيًا، لكنه يخضع لآلية معقدة تشكله نفسيًا كى يُصاب بجنون "الجماعة"؛ إننا بحاجة إلى إعادة النظر بالكامل فى قيمنا التربوية داخل العائلة، وأن نعيد النظر فى قيمنا التربوية داخل مؤسساتنا التربوية، وأن نعيد النظر بالكامل إلى قيمنا الاجتماعية، وألا نترك أبناءنا عرضة لخطاب دينى أحادى صنعناه لهدف محدّد فانحرف عن مساره، لنكتفى بتجريم ومطاردة "الضحايا"، ضحايانا فى المقام الأول، ونعتهم بالفرقة الضالة دون وعى منّا بأننا سبب رئيس فى ضلالهم، إن لم نكن السبب الوحيد.
كما أننا بحاجة لإعادة النظر فى وضعنا الذى تنعدم فيه مؤسسات المجتمع المدنى التى كان يتوجب أن تمارس دور الراعى والمحاور لكل فئات المجتمع ضمن دولة القانون الغائبة، لأنها قدّمت الشيخ على كل أولوياتها فقادها إلى الهاوية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة