كاتبة مشاغبة رفضت قيود المجتمع الذكورى وسلطته المطلقة وذهبت لترفرف فى عالم بلا قيود فتركت منزل والدها لتعيش بمفردها، أزعجتها صرخات الإناث فى عصر لا تسمع لهن فيه سوى عويلا لا ينتهى إلى شىء، فأثمرت كتابها الأول "شجرة السم تنبت فى مصر" وعندما هدأ الكتاب من ثورتها ونفدت طبعتاه الأولى والثانية، انتظرت "الثالثة" بنفاد صبر، ولكنها لم تر النور قبل أن تعود "مروة رخا" لتثور من جديد، ولكن هذه المرة على دور النشر وليس على الرجال، فوضعت كتابها على مدونتها بصيغة "pdf والأوديو مجانا ليتضامن معها زملاؤها وزميلاتها من جديد، كما تضامن معها القراء فى ثورتها على المجتمع من قبل.
عن موقفها من دور النشر وحملتها "عزيزى الكاتب الملطشة ضد دور النشر المستغلة" كان لنا معها هذا الحوار:
لماذا لجأت إلى وضع كتابك على الإنترنت بصيغ الـ pdf والأوديو مجانا؟ هل هى محاولة للانتقام من الناشر؟
فكرة الكتاب الأوديو هى فكرة مستقلة كنت أنوى طرحها كحيلة تسويقية جديدة، ولكنى لجأت إلى طرح الكتاب مجانا بعد أن فاض بى الكيل من الناشر، فمن المفترض أن أحتفل بتوقيع طبعة الكتاب الثالثة فى مايو، ومن شهر مايو الكتاب غائب عن السوق، وتلقيت العديد من الاتصالات من المكتبات تسألنى عن الكتاب، فسألت الناشر محمد الشرقاوى "صاحب دار نشر ملامح" أكثر من مرة، ولكنه تأخر فى طرح الكتاب 4 شهور كاملة ولأننى غير ملتزمة معه بعقد ولا أتقاضى منه أرباحا لجأت إلى ذلك فى النهاية.
ألم تر أنك تسرعت بعض الشىء أو بالغت فى رد فعلك؟
4 شهور كاملة "وتقوليلى اتسرعت.. التأخير ده قلة أدب، أنا أتعجب لماذا لا يأخذ الكتاب موقفا ضد الناشرين ويحتملون إهاناتهم وتهاونهم فى حقوقهم على الرغم من أن الكتاب "بيبيع ودى سبوبة للناشر".
فى رأيك ما الذى صعد الأمور إلى هذه المرحلة؟
بعد أن وضعت كتابى فوجئت باتصالات من أصدقائى الكتاب يندبون حظوظهم مع دور النشر، فاتصل بى الكاتب "عمرو خالد" وأخبرنى أنه ينتظر الطبعة الثانية من كتابه "فيلو" منذ عام كامل وكذلك "سمر نور" وكتابها "بريق لايتحمل" والكتاب المصور "الخان" وغيرها، وفوجئت بمعاناة وطلبوا منى أن أضع كتبهم على مدونتى ورحبت بذلك، فالناشر يأخذ الكتاب ويتركه فى المخازن و"يجرى الكاتب على كتابه زى ما بتجرى الست على واد عيان"، فالناشر لا يبذل أدنى جهد فى التسويق.
وهل على الكاتب أن يسوق كتابه بنفسه؟
هى مسئولية الناشر فى المقام الأول، ولكن الكتاب يحمل فكر مؤلفه، فلماذا يخجل من تسويقه، أنا أكره هؤلاء الذين يشعرون بالتعالى على المجتمع ويكفى أنهم تفضلوا على القراء بكتابة الكتاب.
وماذا عن المرحلة القادمة هل ستتعاملى مع دور النشر؟
إطلاقا أنا "هكمل أونلاين ومش هحط رقبتى تحت جزمة حد وأنا ككاتبة هدفى أن أفكارى تطلع بأى شكل"، فالكتاب دفعوا ثمنا غاليا من أجل "حبة ورق".
حتى لو تلقيت عرضا من دار نشر كبيرة؟
دار نشر كبيرة زى مين؟ "الشروق مثلا تحتكر الكاتب لمدة سبعة سنوات و"أنا لو كنت أقدر أمضى ورقة بسبع سنين كنت أتجوزت"، كما أنها تمنع التعامل مع وسائل الإعلام إلا من خلالها وتمنع حفلات التوقيع فلماذا أقبل؟؟ الحالة الوحيدة التى سأقبل بها هى التعامل مع دور النشر الأجنبية لأنها محترمة، فقبل أن تنهى كتابك ستعطيك "شوية فلوس"، وتوقع معك عقدا لثلاثة كتب فى المستقبل إلى جانب محرر الدار الذى يتابع العمل ويعدله.
ولكن "دار الشروق" تجيد تسويق كتابها مثلما فعلت مع "علاء الأسوانى" فى روايتيه "عمارة يعقوبيان" و"شيكاغو"؟
علاء الأسوانى محظوظ لأن كتابه وقع فى أيدى وسائل الإعلام الأجنبية بعد أن صدرت الرواية بعام عن "مكتبة مدبولى"، عندها تنبهت "الشروق" إليه واحتكرته. فنحن نفتقر إلى ثقافة "best seller" فى مصر والخطأ مشترك بين دور النشر والكتاب.
وما المشكلات التى تواجهينها حاليا؟
المشكلة أنى أنشقيت عن الجماعة الأدبية وأعلنت ثورتى على دور النشر ولابد لنا ككتاب أن نقف صفا واحدا ضد دور النشر المستغلة فى تسويق أعمالنا فبدلا من أن تسوق كتابك بمفردك "سوق كتاب أخوك معاك".
وماذا بعد نجاح الحملة؟ هل هناك خطط فى المرحلة المقبلة؟
أنا حاليا بلعب على "عقدة الخواجة" فهناك كاتب أجنبى أرسل لى كتابه وضعته على مدونتى، فبدأت فى مراسلة كتاب أجانب آخرين حتى يقتنع الكتاب المصريين بالفكرة، وبالمناسبة الكتاب اتحمل ع النت 4000 مرة ومن المفترض أن تكون هذه المرات هى عدد النسخ المباعة فى أقل من شهر، "دى كلها كانت فلوس من المفروض أنها تدخل للناشر "عشان يتحسروا ع الفلوس اللى راحت وأنا فى الموقف ده الوحيدة اللى كسبانه".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة