كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، نقلاً عن مصادر مقربة من انتخابات المدير العام لمنظمة اليونسكو، عن أن الإنقلاب الذى حدث ضد فاروق حسنى والذى جعله يفقد المنصب لصالح المرشحة البلغارية إيرينا بوكوفا سببه تحويل كل من أسبانيا وإيطاليا أصواتهم عن وزير الثقافة لصالح منافسته، مما جعلها تفوز بأغلبية 31 صوتا مقابل 27 لحسنى.
وأوضحت المصادر التى لم تذكر اسمها للصحيفة نظراً لحساسية هذه المسألة، أن السبب وراء هذه الخطوة ورود معلومات إلى الدولتين الأوربيتين بوجود دور لحسنى فى حماية مرتكبى الأعمال الإرهابية ضد السفن السياحية الإيطالية والتى وقعات عام 1985، إلا هذه المعلومات لم يُتأكد منها على حد تعبير نيويورك تايمز.
كما قالت الصحيفة، نقلاً عن أحد الدبلوماسيين، إنه خلال الجولة الرابعة من الانتخابات والتى أجريت يوم الاثنين الماضى، والتى شهدت تعادل بوكوفا وحسنى بحصول كل منهما على 29 صوت قامت دولتان بتغيير تصويتهما فى الإقتراع السرى دون أن تتضح هوية هاتين الدولتين، خاصة وأن بعض الدول كانت قد وعدت بتأييد المرشح المصرى فى الجولة الأولى، لكنها تحولت عن ذلك فى الجولات التالية.
ومن ناحية أخرى، اعتبرت الصحيفة أن وصول البغارية بوكوفا إلى هذا المنصب والتى تعد أول إمرأة تتولى رئاسة المنظمة الأممية منذ نشاتها عام 1945، هزيمة مريرة لحسنى وللرئيس مبارك. وأضافت أنه سعى للحصول على الأغلبية المطلوبة (30 صوتا) منذ الجولة الأولى لتأمين انتصار مبكر، إلا أن الاتهامات التى وجهت له بمعاداة السامية والرقابة طوال الفترة التى قضاها فى وزارة الثقافة والتى بلغت 22 عاما وتقدمه البطىء جعل معارضيه يلتفون حول بوكوفا.
ومن جانبه، اعتبر إيلى ويزل، الفرنسى اليهودى الحائز على جائزة نوبل فى السلام الذى كان أحد الذين شنوا الحملة ضد حسنى واتهموه بمعاداة السامية، بسبب تصريحاته السابقة بشأن حرق الكتب الإسرائيلية الموجودة فى المكتبات المصرية، أن هزيمة حسنى وفوز بوكوفا انتصاراً كبيراً لليونسكو، وأنه "أنقذ المنظمة من كارثة أخلاقية".
ورات الصحيفة أن هذه الانتخابات قسمت منظمة اليونسكو، حيث إنها المرة الأولى التى تصل فيها الانتخابات إلى الجولة الخامسة والأخيرة. وتنقل عن أحد المصادر داخل اليونسكو قوله إن العديد من الدول الأفريقية قالت إن مصر مارست ضغوطاً كبيرة عليهم لتأييد مرشحها، وانسحب ممثلو كلا من مدغشقر ونيجريا وباكستان ولبنان من مناصبهم عندما رفضوا التصويت لحسنى.