لم يخطر ببال "عامر محمد عبد الحميد" ابن الحادية والعشرين ربيعا، أنه لن يعود إلى قريته "قلها" بمركز اهناسيا ببنى سويف إلا محمولا على الأعناق.. فقد استيقظ كعادته لاصطحاب صديقه محمد ابن قريته ليذهبا إلى مدينة بنى سويف ويلتقيا بزميلهما "عيد"، حيث يعملون "عتالين"، وكان فى انتظارهم الاسطى صابر سائق سيارة النقل لتحميل أجولة السكر لنقلها إلى المنيا.
ركب الثلاثة أعلى الحمولة وانتقلت السيارة لتصل إلى أسفل كوبرى السادات العلوى بجوار موقف محيى الدين بمدينة بنى سويف، ولم يلحظ السائق وجود لافتة تشير إلى أقصى ارتفارع 3 ونصف متر، ولم يعلم أن محافظ بنى سويف قام بتوسعة الطريق بضم جزء من مبنى إدارة المنطقة السادسة الموجودة أسفل الكوبرى إلى الطريق رغم انخفاض مستوى الكوبرى مقارنة بباقى الطريق المجاور.. ونظرا لارتفاع حمولة السيارة اصطدمت بمقدمة الكوبرى من بدايته لنهايته، وتعالت صرخات الثلاثة مواكبة لصيحات المارة ليقف السائق.
حاول الأهالى تفريغ الحمولة الملتصقة بالكوبرى وإنقاذ الشباب الثلاثة وعرض أحد سائقى التاكسى نقلهم إلى المستشفى، لكن أمين الشرطة المسئول عن المرور فى المنطقه رفض ذلك انتظارا لوصول الإسعاف.
وقد استقبل قسم الطوارئ بالمستشفى الجامعى الثلاثة، لكن عامر محمد عبد الحميد كان قد فارق الحياة فى غرفة الأشعة لإصابته بقطع نافذ وعميق فى الجانب الأيسر من جبهته وقطع نصف أذنه وعدم وجود تلك الأجزاء التى تناثرت فى مكان الحادث، ليصرح أشرف عبد الرحمن رئيس نيابة بندر بنى سويف بدفن الجثة ولا يزال "محمد عواد صالح" (21 عاما) يستكمل علاجه بقسم الرعاية بالمستشفى الجامعى لإصابته بكسور وجروح و يتذكر الحادثة وينعى ابن قريته، بينما غادر عيد سالم على (25 عاما) المستشفى إلى منزله بمنطقة المرماح بمدينة بنى سويف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة