لم يشعر العديد من رجال الأعمال المصريين بفرحة عيد الفطر المبارك هذا العام، فى ظل الخسائر المالية التى تسببت فيها الأزمة المالية العالمية، الأمر الذى أدى إلى تسريح عدد كبير من العمالة بالمصانع والشركات، وتزايد أعداد الإضرابات العمالية والاعتصامات، التى تسببت فى "وجع دماغ" ملحوظ لدى هؤلاء المستثمرين، الذين تمنوا لو كانوا مواطنين بسطاء يشعرون بفرحة العيد بأقل التكاليف وهم "مرتاحين البال"، مشددين على مقولة أن المال كثيرا ما يكون مصدرا لتعاسة صاحبه..
إلا أن آخرين أكدوا أنهم قضوا إجازة العيد مثل "الناس العادية"، لأنهم "بنى آدمين" وليسوا مخلوقات فضائية قادمين من كوكب آخر.. حيث قام العديد من رجال الأعمال بأداء صلاة العيد، وزيارة الأهالى والأصدقاء، وتناول الكعك، والتنزه مع زوجاتهم وأبنائهم، كما سافر عدد من رجال الأعمال مع أسرهم إلى مارينا والساحل الشمالى والغردقة لقضاء إجازة المصيف، خاصة أن كثيرين منهم لم يقضوا هذه الإجازة بسبب حلول شهر رمضان المبارك فى نهاية أغسطس الماضى، وهو الشهر الذى يفضل العديد من رجال الأعمال السفر خلاله لقضاء عطلة المصيف..
وقد اهتم رجال الأعمال بالاتصال بكبار المسئولين بالدولة والبرلمانيين والقيادات الأمنية بوزارة الداخلية لتهنئتهم وتقديم لهم خالص التهانى بمناسبة حلول العيد، خاصة المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة، والدكتور محمود محيى الدين وزير الاستثمار، والمهندس محمد لطفى منصور وزير النقل، وآخرين، فى ظل إيمان رجال الأعمال بأهمية المجاملات ومبدأ ضرورة تزاوج المال بالسلطة، حفاظا على مشروعاتهم ورؤوس أموالهم.. كما قام رجال الأعمال بتهنئة بعضهم البعض على حلول العيد ثم استغلال هذه الاتصالات الهاتفية فى عمل "بيزنس" فيما بينهم والاتفاق على عقد صفقات بعد العيد..
وقال رجال أعمال إن هذا العيد شهد عددا من مظاهر الوحدة الوطنية بين رجال الأعمال المسلمين والأقباط، حيث اهتم العديد من رجال الأعمال الأقباط بتقديم التهانى لزملائهم المسلمين، مثل الدكتور ماجد جورج أمين عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الأدوية ومستحضرات التجميل باتحاد الصناعات.
أضاف رجال الأعمال أنهم اهتموا خلال أيام العيد بوضع خطة عملهم للفترة القادمة، ومواعيد سلسلة اللقاءات مع كبار المسئولين الحكوميين بعد انتهاء إجازة العيد، خاصة أنه تم عقد عدد قليل من الاجتماعات خلال شهر رمضان مقارنة بالاجتماعات التى يتم عقدها فى باقى الشهور، بالإضافة إلى انخفاض إنتاجية مصانعهم فى ظل تقليل ساعات العمل خلال شهر رمضان.
بينما كان من الملاحظ شعور رجل الأعمال شفيق بغدادى، وكيل اتحاد الصناعات المصرية، بحالة من الحزن الشديد حتى خلال أيام العيد، خاصة أنه أحد أفراد العائلة الرئاسية، لأن هذا العيد هو أول عيد يمر على الأسرة بعد وفاة محمد علاء مبارك، حفيد رئيس الجمهورية، الذى توفى يوم الثلاثاء الموافق 19 مايو من العام الحالى.
وبالطبع هذا العيد يعتبر من أصعب الأعياد التى مرت على رجل الأعمال إسماعيل أبو السباع رئيس مجلس إدارة مصانع نسيج "أبو السباع" بالمحلة الكبرى بمحافظة الغربية، فى ظل أعمال الشغب والاعتصامات والإضرابات العمالية التى قام بها العديد من العمال بمصانعه مؤخرا، حيث تظاهر العمال أمام منزل "إسماعيل" فى 17 سبتمبر الحالى، الذين قاموا برشق منزله بالحجارة وتوجيه الشتائم إليه، احتجاجا على عدم صرف رواتبهم المتأخرة قبل العيد، الأمر الذى أثار القلق لدى الأجهزة الأمنية بالمحافظة.. إلا أن كل هذه التطورات لم تشجع "أبو السباع" لحل مشكلة العمال لديه بصورة كاملة و نهائية، دون أن يبدى أسباب موضوعية لهذا التأجيل.
وفى تصريحات خاصة لليوم السابع، قال المهندس على موسى، رئيس غرفة تجارة القاهرة، إنه قضى إجازة عيد الفطر مع أسرته فى "الجونة" بالغردقة، حيث الهدوء والمناظر الطبيعية رائعة الجمال، حتى ننسى هموم العمل لبعض من الوقت، الذى يأخذنا بعيدا عن أهلنا وأبنائنا.
وقال المهندس وليد هلال، رئيس المجلس التصديرى للكيماويات والأسمدة، وعضو مجلس إدارة غرفة الصناعات الكيماوية باتحاد الصناعات، إن أجمل ما فى العيد هو اللقاءات الأسرية بين الأهل والأقارب والأصدقاء، خاصة أن العمل يأخذنا بعيدا عن أهلنا لفترات طويلة.. والحقيقة أننى أحاول قضاء العيد مع أسرتى كل عام، لأن هذه "اللمة" أجمل شىء فى هذه المناسبة الدينية المباركة.
وأكد الدكتور جمال عابدين، نائب رئيس شعبة تجار الآلات والأجهزة والمستلزمات الطبية بالغرفة التجارية بالقاهرة، والكادر بالحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم، أن اهتمامنا يتزايد خلال فترة الأعياد بدعم الأسر الفقيرة ومحدودى الدخل لإعانتهم على مواجهة ارتفاع تكاليف الحياة، لأن هذا هو دورنا الذى يجب أن نقوم به وألا نتخاذل فى أدائه ولو للحظة.
بينما أشار رجل الأعمال ناصر بيان إلى أن أهم قضية تشغلنا حاليا هى قضية زيادة الإنتاج والنهوض بالصناعة المحلية، فهذا هو أهم ما يشغل بال أى رجل أعمال يعمل فى مجال "البيزنس"، فنضطر إلى التركيز جدا فى عملنا حتى خلال فترات الأعياد، مشددا على أنه لا يوجد وقت للترفيه أو التسلية، لأنه فور انتهاء إجازة العيد يكون هناك العديد من الالتزامات والأعمال الكثيرة.
رغم ملايينهم وملياراتهم.. مشاكل وأزمات تمنع رجال الأعمال المصريين من الإحساس بفرحة العيد
الأربعاء، 23 سبتمبر 2009 09:26 م