عماد الدين مختار موافى

الأسلوب الحضارى للداخلية مع خبراء العدل

الأربعاء، 23 سبتمبر 2009 08:24 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بغض النظر عن أسباب اعتصام خبراء وزارة العدل الأخير، فإن الشىء الجدير بالاهتمام هو التعامل المتحضر الذى نهجته وزارة الداخلية بأسلوب يرقى إلى الاحترافية والاقتداء والذكاء من قيادات الداخلية، وعلى رأسهم معالى وزير الداخلية اللواء حبيب العادلى رجل الأمن الأول فى مصر وجهاز مباحث أمن الدولة، من حيث عدم الاندفاع والانزلاق نحو مستنقع هذا الاعتصام لجهة حساسة قائمة على تحقيق العدل من خلال عدم الصدام والعنف غير المبرر، حتى لا يصبح خبراء العدل ضحايا ومجنى عليهم يستقطب ويتعاطف معهم الرأى العام سريعاً، وتظهر الداخلية بصورة أنها طرف فى أسباب الأزمة، مما كان سيؤدى إلى تعقيد وتفاقم الأزمة أكثر وإطالة أمدها.. وزيادة الاحتقان والغضب والعناد بما لا يحمد عقباه، لأنه فى نهاية المطاف سوف ينتهى الاعتصام مثل بدايته فى هدوء ولن يبقى وقتها سوى الأثر السيئ الذى اتخذته الداخلية مع هؤلاء، والذى كان من المستحيل أن يمحو بسرعة وبسهولة، ولذلك فإننا نشكر جميع قيادات الداخلية على أدائهم الرفيع بتحقيق معادلة صعبة، وهى الحفاظ على أمن البلاد وفى ذات الوقت سلامة المعتصمين، حيث لم يحدث من رجال الداخلية أية هفوة أو خطأ يؤخذ عليهم بالرغم من طول الاعتصام شهرين كاملين، فلم ترتكب أية حادثة عنف واحدة أو حجز أو اعتقال لأى معتصم أو تجاوز أو شكوى إلى أى من الجهات التى تتصيد أى خطأ بسيط للداخلية، بالرغم من أن مصر شهدت حدثا كبيرا أثناء الاعتصام فى شهر يوليو، وهو انعقاد مؤتمر عدم الانحياز فى حضور رؤساء ووفود 152 دولة، ورفعت وزارة الداخلية الوضع الأمنى إلى الحالة "ج" فى مصر، وهذه شهادة تقدير وإجلال أخرى للوزير النشط وقيادات وزارة الداخلية على التعامل الراقى مع الموقف بحكمة وتعقل بدون ضوضاء، ومع ذلك فلم تغفل الداخلية بالتنبيه على الخبراء المعتصمين والتحذير بعدم الخروج على النظام العام أو التعدى على ممتلكات وهيبة الدولة أو رموزها أو الاستقواء بالتيارات والجهات والمنظمات الذين سعوا تطوعاً من أنفسهم بالتضامن معهم، ولكن ظل خبراء العدل على التزامهم أمام رجال الأمن والحكومة فى عدم تسييس قضيتهم التى هى قضية مهنية وليست سياسية حسب قول رئيس نادى خبراء العدل السيد محمد ضاهر ممثلهم فى المفاوضات مع وزارة العدل، وأيضاً أمام السيد الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب الذى نجح سيادته بدبلوماسية وحنكة وخبرته العميقة القانونية والبرلمانية فى إنهاء هذه الأزمة فى ساعتين فقط من المفاوضات مع رئيس نادى خبراء العدل واثنين ممثلين عن الخبراء المعتصمين، تقديراً لسلوكهم الحضارى بتعليق الاعتصام الذى استمر شهرين لما توسموه خبراء العدل فى مصداقية وجدية ورصانة الدكتور الجليل ممثل الشعب والرقيب على قرارات السلطة التنفيذية بدون تزيّد فكان لسيادته الفضل فى احتواء الأزمة وتعليق الاعتصام فى وقت حرج وهو شهر رمضان الكريم حتى يعود الخبراء إلى أسرهم، وبعيداً عن تجمعهم الذى كان يشكل خطورة انتشار أنفلونزا الخنازير وحدوث كارثة وفاة أحدهم لا قدر الله أثناء الاعتصام وأثر ذلك عليهم، ولكن نحمد الله على توقف الأزمة وتحويلها إلى مشكلة قابلة للحل من خلال تشكيل لجنة عاجلة من اللواء النائب عمر الطاهر وكيل اللجنة التشريعية بمجلس الشعب والدكتورة آمال عثمان والمستشار محمد الدكرورى والمستشار رمزى الشاعر والمستشار هريدى من أجل البت سريعاً فى المطالب القانونية والمادية للخبراء المعتصمين بالتشاور مع سيادة المستشار وزير العدل، مما كان له أكبر الأثر الطيب لجموع الخبراء لتدخل أبو التشريع فى مصر بل فى العالم كله الأستاذ الدكتور أحمد فتحى سرور لتسوية هذه الأزمة بصدور تقرير ملزم بعد عيد الفطر المبارك، ونحن على يقين أن ذلك يتم تحت رعاية ومباركة فخامة رئيس الجمهورية السيد حسنى مبارك لأبنائه أعوان الأسرة القضائية.. ونحن على ثقة خبراء العدل بأنه سيكلل النجاح والتوفيق بإذن الله للجنة الموقرة لإقرار حقوقنا المشروعة العادلة حتى لا يرتعش قلمنا عند إقراره لحقوق المتقاضين فى قضاياهم.

وحفاظاً لمكانة وكرامة وعزة هؤلاء الخبراء الذين كانوا يعملون فى صمت عشرات السنين فى ظروف صعبة مجهولة للكافة.. ولكنهم لم يهبوا فى وقفتهم هذه إلا عندما شعروا بأن كرامتهم واحترامهم وهيبتهم وحقوق وعدالة المتقاضين قد تهتز ويتم المساس بها إذا صمتوا، لأنهم "الخبراء" يقومون برسالة سامية يحكمون ضمائرهم أولاً وأخيراً أمام الله.. وكل عام ومصر الغالية بشعبها ورجالها الساهرين على حفظ أمنها وسلامتها بكل خير،،،

عماد الدين مختار موافى
رئيس خبراء بالكسب غير المشروع والأموال العامة





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة