فى محاولة لتغيير صورة الإسلام

لوفيجارو: مسلمون أمريكيون يصلون أمام الكونجرس لأجل بلادهم

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2009 04:05 م
لوفيجارو: مسلمون أمريكيون يصلون أمام الكونجرس لأجل بلادهم 50 ألف مسلم أمريكى يصلون أمام الكونجرس من أجل بلادهم
إعداد ديرا موريس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اهتمت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية بتسليط الضوء على الحدث الذى تعيشه أمريكا للمرة الأولى فى تاريخها يوم 25 سبتمبر، حيث سيتوجه ما يقرب من 50 ألف مسلم نحو الكابيتول (مقر الكونجرس) "للصلاة من أجل أمريكا". الأمر الذى ترجعه الصحيفة إلى "شهر العسل" الذى تشهده العلاقات بين مسلمى أمريكا وأوباما منذ خطابه فى القاهرة، والنموذج العلمانى فى أمريكا الذى يحمى الحرية الدينية من تدخل الدولة، على عكس ما يحدث فى أوروبا.

تقول الصحيفة إن هذه الخطوة الجديدة من نوعها جاءت بناء على مبادرة طرحها مجموعة من الأئمة من مسجد دار السلام بولاية نيو جرسى فى شهر يوليو، حيث يقول حسن عبد الله إمام المسجد: "لم يحدث أبدا حتى الآن أن قامت الطوائف الإسلامية بالصلاة من أجل روح أمريكا.. نحن أمريكيون.. ونريد أن نغير صورة الإسلام بحيث لا يفكر الناس بعد الآن أن كل مسلم يرى أمريكا باعتبارها الشيطان الأكبر.. وذلك لأننا نحب أمريكا".

تضيف الصحيفة أن خطاب أوباما الشهير الذى ألقاه من القاهرة إلى العالم الإسلامى هو من أعطى هذا الإمام فكرة الصلاة فى الكابيتول، إذ يؤكد قائلا: "للمرة الأولى فى حياتى أسمع شخصا له مكانة يتحدث عن المسلمين ليس بوصفهم خصوم، إنما كمواطنين كاملى المواطنة. لقد قال أوباما أن يده ممدودة تجاه العالم الإسلامى.. والعالم الإسلامى يريد أن يمسك بها".

ترى الصحيفة أن حماس الإمام حسن عبد الله يعكس ما أسمته بـ"شهر العسل" الذى بدأ بين باراك أوباما والمسلمين الأمريكيين، الذين باتوا يشعرون أن فصلا جديدا سوف يُكتب أخيرا بعد ثمانى سنوات من مأساة 11 سبتمبر التى جعلت منهم مشتبها بهم، بل وجعلتهم أحيانا منبوذين من المجتمع. فكما يقول على عزيز، من الجمعية الإسلامية بنيو جيرسى: "كان يُنظر إلى بالأمس على أننى إرهابى، أما اليوم فيُسمح لى بأداء الصلاة فى الكابيتول".

وقد أكد أوباما، خلال مأدبة الإفطار التى أقيمت فى البيت الأبيض بمناسبة شهر رمضان - وهو تقليد يعود لسابقيه من الرؤساء – أن "الإسلام جزء من أمريكا"، مضيفا: "أننا نحتفل بشهر رمضان المبارك، ولكن أيضا بما أثرى به المسلمون، الذين يتمتعون بطاقة غير عادية، أمريكا وثقافتها".

وتشير الصحيفة إلى أن حضور العديد من المثقفين والرياضيين والفنانين ورجال الأعمال إلى هذه المأدبة إنما هو دليل حى على نجاح النموذج الأمريكى فى الاندماج داخل المجتمع. وقد أشاد الرئيس الأمريكى – وهو الأمر الذى ينطوى على معنى له قيمة كما تعلق الصحيفة - بتضحية كريم خان، الشاب الأمريكى المسلم الذى لقى حتفه فى حرب العراق، حيث قال أوباما: "لقد حُفر على قبره هلال، كما حفر الصليب المسيحى أو نجمة داوود على غيره من القبور. إن هؤلاء الأمريكيين الشجعان يرتبطون فى الموت، كما ارتبطوا فى الحياة، بالالتزام ذاته نحو بلادهم".

وفى مقارنة بين موقف كل من أوروبا وأمريكا تجاه المسلمين، تذكر الصحيفة أن استطلاعات الرأى تشير إلى أن مسلمى أمريكا يشعرون بالرضا من وضعهم. وهو الأمر الذى يفسره المراقبون الأمريكيون من خلال نجاح "نموذج العلمانية على الطريقة الأمريكية"، وذلك على الرغم من أن مستوى معيشة مسلمى أمريكا، على عكس المهاجرين المسلمين فى أوروبا، يعد متوسطا.

ففى الوقت الذى بنيت فيه العلمانية فى فرنسا على أساس الدفاع عن الدولة ضد تأثير الدين، فإن العكس هو ما حدث فى الولايات المتحدة، حيث يهدف مبدأ العلمانية فيها إلى ضمان الحرية الدينية وحمايتها من تدخل الدولة، مما يؤدى إلى وجود نظام قومى من المفترض كونه أكثر تسامحا وقدرة على إدارة الاختلافات.

وتذهب الصحيفة إلى أن أعمال الشغب التى شهدتها الضواحى الفرنسية فى 2005 واغتيال السينمائى الهولندى تيو فان جوخ فى 2004، جميعها أمور لم تقم سوى بتعزيز الاعتقاد فى أن الطريقة التى تتعامل بها أوروبا مع الأقليات المسلمة تبدو غير جيدة.

كما أن الانتقادات التى وجهها أوباما بشأن مسألة حظر ارتداء الحجاب خلال زيارته لفرنسا توضح أن أمريكا لا تستطيع أن تفهم لماذا حظرت باريس الحجاب فى المدارس، ولا لماذا تعترض على ارتداء النقاب.

بيد أن هناك أصوات تعلو لتؤكد أن تلك الصورة المثالية التى رسمها أوباما للإسلام فى أمريكا تخفى حقيقة مناقضة. فبينما يظهر الكثيرون فى صورة جيدة من الاندماج داخل المجتمع، يندفع البعض الآخر أحيانا نحو التطرف، كما حدث على سبيل المثال مع الطوائف الصومالية فى ولاية مينيسوتا التى كانت تأوى "خلايا جهادية نائمة" جاهزة للتصدير إلى القرن الأفريقى.


تقول الصحيفة إن هذا التيار من الفكر المتشائم، والذى يظهر فى الجانب الجمهورى أكثر منه فى الجانب الديمقراطى، ينتقد أوباما بسبب "سذاجته" ويدعو لتأمل النموذج الأوروبى وعدم التقليل من شأن مخاطر التعددية الثقافية التى سينتهى بها الأمر فى نهاية المطاف بالتعدى على قيم الحرية الأمريكية.

ومن جانبه يجيب البيت الأبيض على هذه الانتقادات، مؤكدا أن موقفه لم يتغير تجاه المتطرفين، لكنه لا يرى سوى طريقة سياسية واحدة لمحاربة الراديكالية، ألا وهى إعطاء المسلمين شعورا بالانتماء والحرية، بحيث لا يفكرون فى تدمير النموذج الأمريكى، بل فى الدفاع عنه.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة