خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة، وفى حوار أجراه معه المذيع الأمريكى تشارلز روز، أذيع يوم 11 سبتمبر 2009 على قناة "سى. بى. إس" الأمريكية، وحول ما تردد عن إقامة مظلة نووية أمريكية لحماية دول الخليج ومصر وإسرائيل، قال مبارك إن مصر لن تكون طرفا فى هذه المظلة النووية لأنها تعنى قبول وجود قوات وخبراء أجانب على أرضنا وهو ما لا نقبله، وثانيا لأن هذا الطرح ينطوى على قبول ضمنى بوجود دول نووية إقليمية وهو ما لا نرضاه، واعتبر الرئيس المصرى أن الشرق الأوسط ليس فى حاجة لقوى نووية لا من جانب إيران أو من جانب إسرائيل.. وأن المنطقة فى حاجة للسلام والأمن والاستقرار والتنمية.
وحسناً فعل الرئيس برفض المظلة النووية الأمريكية التى ستجمعنا مع إسرائيل، لأن السؤال البديهى هنا هو ستجمعنا مع إسرائيل ضد من؟ إن الأمة العربية جمعاء ليس لها من عدو سوى إسرائيل وأنظمتها الحاكمة، وكلاهما تدعمه الولايات المتحدة وتعمل على تأمين وجوده، إلا إذا كان المقصود هو أن تجمعنا مع إسرائيل ودول الخليج ضد إيران، العدو الوهمى الجديد الذى اخترعته ماكينة الإعلام الأمريكية حتى نعاديه بدلا من معاداة إسرائيل عدونا الحقيقى، التى احتلت أرضنا وقتلت نساءنا وأطفالنا وهدمت بيوتنا، والتى تسيطر علينا باتفاقية كامب ديفيد المهينة، وتستغلها لإجبارنا على مساعدتها فى حصار إخواننا العرب والمسلمين فى قطاع غزة وكسر شوكة حماس الذى لا يستفيد منه سوى إسرائيل وحكومة رام الله.
إن الإدارة الأمريكية تتصور خداعا للنفس أنها تلاعب شوية أطفال، وإلا فكيف تقترح علينا الدخول فى هذه المظلة النووية مع عدونا الذى نختلف معه فى اللغة والعقيدة ويحتفظ بترسانة نووية حملها فى حرب أكتوبر 73 على الصواريخ والطائرات لاستخدامها ضدنا ويكنّ لنا ولكل العرب والمسلمين الكراهية، هذا العدو تطلب منا أمريكا الدخول معه تحت مظلة نووية واحدة، ضد من؟ ضد من ليس بعدونا ولم يحتل أرضنا ولم يقتل أسرانا ويجمعنا به اللغة والعقيدة والتاريخ، وذلك تحت أكذوبة خطر المد الشيعى، وهل تتصور أمريكا أن مصر بهذه السذاجة؟
لقد أحسن الرئيس مبارك حين رفض المظلة النووية الأمريكية ونحمد له هذا الموقف، وأيضا أحسن حين كرر مطالبته بإعلان الشرق الأوسط منطقة خالية من كافة الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، مذكرا بمبادرات مصر منذ عام 1974 وكذلك دعوته الشخصية عام 1990 دون مجيب، ونحمد له هذا الموقف أيضا، لكن فى الموضوعات المصيرية المتعلقة بالأمن القومى لا يمكن أن تسير الأمور هكذا لا من جانبنا ولا من جانبهم، فأنت لا يمكنك أن تحقق أى هدف دون أن تملك القدرة اللازمة لتحقيقه، تماما مثل العملات الورقية التى ليس لها غطاء من الذهب فى قبو البنك فتصبح عديمة القيمة ولا يتداولها أحد.
السؤال هو.. هل ما زال من حكام العرب من يؤمن واهما بإمكانية وجود شرق أوسط خال من الأسلحة النووية، بما يترتب على ذلك من نزع سلاح إسرائيل النووى؟ ربما كان بعضهم صادقا ومخلصا فى هذا التصور.. لكن الأمور المتعلقة بالأمن القومى ومصائر الشعوب لا تسير هكذا، فلو أنك طرحت هذا السؤال على طفل إسرائيلى من ذوى الشعور الطويلة المجدولة لنظر إليك على أنك مجنون ولو أعدت طرحه على حفيده بعد خمسين سنة أخرى لاتهمك أيضا بالجنون، فلا يوجد إنسان عاقل يستشعر المسئولية أمام شعبه يتخلى طوعا عن السلاح النووى، خاصة الإسرائيلى الذى يمكن أن يتنازل عن التوراة، أما السلاح النووى فدونه الرقاب، رقاب العرب طبعا وليست رقاب الإسرائيليين، فهو الذى يحقق له المنعة والسيادة على المنطقة ويحقق لمواطنيه الأمن والرفاهية فى أراضى العرب وبيوتهم.
هل يظن أى ساذج أن السلاح النووى الذى مكّن إسرائيل من الاستئساد على المنطقة العربية كلها وإدخال معظم الحكام العرب فى بيت الطاعة، هذا السلاح النووى هل يمكن أن يكون محل تفاوض فى أى وقت بين العرب وإسرائيل أو حتى بين أمريكا وإسرائيل، هل يعقل أن إسرائيل التى ترفض إعادة بضعة كيلومترات من الأرض فى مرتفعات الجولان طوال خمسة وثلاثين عاما منذ حرب أكتوبر أو ترفع الحواجز من على الطرق فى رام الله وغزة.. هل العقلية التى ترفض ذلك تتنازل طواعية عن سلاحها النووى الذى فيه حياتها؟ لكى تصبح دولة عادية كأى دولة أخرى فى المنطقة تعيش داخل حدودها فقط، ولا تقتات بدم ولحم العرب كل صباح ومساء كما تفعل منذ 60 عاما وما زال العد مستمرا، يعلم الله أنى لا أكره اليهود لأنهم يهود، فكما أمر ربى لهم دينهم ولىَ دين، ولكنى أكره المستعمر الإسرائيلى الذى يحتل أرضى ويقتل بنى جلدتى ويمارس التطاول والصفاقة علينا كل يوم ويهدد بضرب الكعبة ونسف السد العالى.
ولقد حيرنى سؤال تمنيت أن أجد له جوابا، وهو لماذا لا تتخلى إسرائيل عن سلوكها العدوانى وتكتفى بما نهبت وتعيش آمنة مطمئنة داخل حدودها وتحترم جيرانها كأى دولة طبيعية، وفى هذه الحالة ستحظى بما تدعى أنها تحارب من أجله ألا وهو السلام؟ ولقد طُرح هذا السؤال على بعض الأسرى من الطيارين الإسرائيليين الذين أُسقِطت طائراتهم بواسطة أبطال الدفاع الجوى خلال حرب أكتوبر، وكنت حاضرا أثناء استجوابهم ، (راجع مقال هل نحن حقا أمة مسلمة- فيما يختص بمعاملة الأسرى) ورغم ذلك لم أحصل أبدا على إجابة للسؤال، وتقديرى أنها من أثر تربية الكيبوتزات الانعزالية، يضاف إلى ذلك الروح الجمعية العدوانية مثل غوغائية مشجعى كرة القدم التى ربما تحولت بمرور الأجيال إلى جينات موروثة.
يحزننى كثيرا أننا نحن العرب لم نفهم العقلية الإسرائيلية حتى الآن.. على الأقل الأنظمة الحاكمة العربية لم تفهمها، إن إسرائيل فى جميع مفاوضاتها تأخذ ولا تعطى، والمحور الرئيسى لجميع ساسة إسرائيل ومجال تنافسهم أمام شعبهم هو التزامهم بهذا المبدأ.. الأخذ دون العطاء.. والسياسيون والمفاوضون الإسرائيليون يتمتعون بالبراعة الفائقة فى صياغة الاتفاقيات والمعاهدات، ودس الثغرات القانونية وإخفائها داخل النصوص، وهى التى سيعودون إليها لاحقا بعد توقيع الاتفاقيات ليمارسوا من خلالها عملية تعطيل الاتفاقية والتنصل من التزاماتهم مع أخذ جميع حقوقهم المنصوص عليها وزيادة، ونحن نعترف بذلك ونرجعه إلى تدنى القدرات العقلية عند كثير من مسئولينا (معظم المسئولين عن إدارة شئون الحكم فى بلادنا العربية يفتقرون إلى القدرة على التخطيط العلمى المنظم وهم الذين يفترض فيهم أنهم الصفوة وأنهم فى قمة الإمكانيات العقلية والعلمية لا يمكنهم الحصول على أكثر من 80 درجة على مقياس القدرات العقلية IQ Test ، ومن لا يصدقنى يجرى اختبارا على عينة عشوائية من مسئولى الخارجية والإسكان والتعليم والمرور والنقل البحرى والصرف الصحى، وسيكتشف أنى كنت متفائلا جدا، فى حين أن المواطن العادى وليس الصفوة فى الدول التى تمارس الديمقراطية ويمارس سياسيوها التفكير المستمر ليل نهار لجعل حياة شعوبهم أفضل تتراوح تقديراته بين 90 و 110 درجة، ويتدرج هذا التقدير صعودا حتى نصل إلى 136 درجة عند آينشتاين).
نعود إلى الأسلوب الإسرائيلى التفاوضى المعتمد من الحكومة الإسرائيلية وهو الأخذ دون العطاء، وأرجو أن يذكر لى أى مسئول حقا عربيا واحدا أعادته إسرائيل بالمفاوضات، إلاّ أن يكون التحايل فيه فجاً أو يكون عديم القيمة، أو أن تكون مناورة تكتيكية ستستعيد بعدها ما أعطته عند أول فرصة، أو أنها تمارس من خلاله نوعا من التعليم بالتقليد كما فى تعليم القرود كى تقنع باقى الأطراف العربية بأن التفاوض وليس الحرب أو المقاومة المسلحة هى سبيل حصولك على حقوقك المرتهنة عند إسرائيل (طبعا بخلاف استرداد طابا التى كان المفاوض المصرى فيها نداً حقيقيا للإسرائيلى وتفوق عليه بحسن الإعداد وبما جمعه من وثائق ومعلومات تثبت حقه الذى طالب به بقوة وإصرار).
إذا هل يمكن أن تلتزم إسرائيل برد ما سلبت أو اغتصبت؟ نعم يمكن أن تلتزم إسرائيل فى حالة واحدة فقط هى عندما يكون الطرف الآخر ندا حقيقيا لها حربا وسلما.. اقتصادا وصناعة.. علما وديمقراطية، عندها تعجز عن الاحتفاظ بما سلبته فى مواجهة إصرار الطرف الآخر واستخدامه لكل الوسائل المتاحة بحكمة واقتدار سواء كانت عسكرية أو سياسية، وخير مثال على ذلك هو تسليمها بإعادة سيناء نتيجة لحرب أكتوبر الرائعة رغم ما فيها من ثغرات، ورغم إضاعة ما اكتسبناه فى ميدان القتال على مائدة المفاوضات، ومثال آخر هو تسليمها مكرهة على الجلاء عن جنوب لبنان مهرولة تحت ضربات حزب الله عام 1982 متخلية عما سمى بجيش جنوب لبنان بقيادة العميل الخائن الرائد سعد حداد الذى خلفه أنطون لحد، وقد استسلم أغلب هذا الجيش بكامل أسلحته لحزب الله، نتيجة جدية مقاتليه، وفر الباقون إلى داخل إسرائيل تاركين أسلحتهم يلحقهم ذل الهزيمة وعار العمالة، والذين تطالب بعض القوى فى لبنان اليوم بالعفو عنهم ومسامحتهم ومش حيعملوا كده تانى.
إذا ما جدوى الحديث عن شرق أوسط خال من الأسلحة النووية؟
إن هذا الحديث هو البديل العصرى عن امتلاك وسائل الردع النووى عند استحالة امتلاكها فى ظل النظم العربية القائمة على طريقة "لما يطلع المشمش"، فحكام المنطقة عاجزون عن تلبية مقتضيات الأمن القومى التى تحقق أمن شعوبهم وأولها امتلاك قدرات الردع النووى التى تحول دون قيام إسرائيل بالعدوان عليهم، وإزاء هذا العجز وبدل أن يستقيلوا ويتركوا مقاعد الحكم لمن يستطيع ويجرؤ على اتخاذ القرارات الصحيحة، بدلا من ذلك فإنهم يقومون بإلهاء شعوبهم فى الوقت الضائع بهذه المقولة حتى يظهروا أمامهم وكأنهم يقومون بعمل حقيقى لوقاية شعوبهم من أخطار الترسانة النووية التى تمتلكها إسرائيل وبالتالى تستكين الشعوب ولا تطالبهم ببرامج نووية لحماية أمنها القومى، وتجدد لهم فترات الحكم مرة تلو الأخرى فى انتظار تحقيق الوعد غير الصادق بنزع الأسلحة النووية الموجودة لدى إسرائيل.. واللى أكيد حيحصل.. بس لما يطلع المشمش.
ولكى لا نظلم الحكام العرب وحدهم ونتهمهم بالعجز، فإننا نذكر هنا أن الولايات المتحدة على قدرها قد عجزت أيضا عن مواجهة إسرائيل فى موضوع امتلاكها للأسلحة النووية، والفرق أن رقبة أمريكا ليست على المقصلة وإنما رقبتنا نحن، فقد حاولت أمريكا واهمة مرارا وتكرارا عبر عشرات السنين إلزام إسرائيل بالتوقيع على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وبدأ هذا الوهم فى الستينات من القرن الماضى حين سعت الإدارة الأمريكية إلى ضم إسرائيل إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وعندما تبين لها استحالة استجابة إسرائيل لمثل هذا الطلب الذى يعرض أمنها القومى للخطر، زال الوهم عن رؤوسهم، وقررت الإدارة الأمريكية ألاّ تنتقد وضع إسرائيل النووى بعد ذلك أو تتحَدّى سياستها الخاصة بالغموض النووى، ويعتقد المراقبون أن إسرائيل بحكم واقع امتلاكها للأسلحة النووية توصلت إلى اتفاق سرى مع الولايات المتحدة، تتعهد فيه بأنها لن تعلن عن امتلاكها لأى أسلحة نووية كما أنها لن تجرى أى تجارب نووية، بالإضافة إلى أنها لن تستخدم قدراتها النووية لتحقيق مكاسب سياسية، فى مقابل موافقة واشنطن على أن توقف ضغطها على إسرائيل للانضمام إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وتكتفى باتباع سياسة "لا تسأل حتى لا تحرج نفسك" فيما يتعلق بأسلحة إسرائيل النووية.
ولعل هذا الاتفاق هو الذى يلزم إسرائيل حتى الآن بعدم تأكيد أو نفى امتلاكها للسلاح النووى أو إجراء أى تجارب نووية علنية، ويعتقد الإسرائيليون أن سياسة الغموض النووى هذه تعطيهم مزايا امتلاك الردع النووى دون إثارة الدول المجاورة وتحفيزها للسعى وراء امتلاك أسلحة نووية، وقد رفضت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على الدوام التصديق على معاهدة حظر الانتشار النووى لأن إسرائيل سوف تضطر إلى الإعلان عن ترسانتها النووية والتخلى عنها لتلبية متطلبات المعاهدة.
إذا ما العمل؟ إذا كان من المستحيل إجبار إسرائيل على التخلى عن ترسانتها النووية التى تحمى أمن شعبها، فماذا نحن فاعلون للحفاظ على أمننا القومى وأمن الأجيال القادمة من شعوبنا، ما العمل لكى نمنع إسرائيل من العدوان علينا مرة أخرى فى المستقبل واحتلال سيناء والاستيلاء على المنطقة السياحية التى تساوى المليارات فى طابا وسانت كاترين وشواطئ شرم الشيخ ونويبع ودهب وربما ما هو أكثر من ذلك وأبعد من ذلك، وربما أخذْ أبنائنا ومبادلة الألف منهم بشاليط آخر؟
يؤسفنى أن أقول إن العمل واضح، والطريق معروف.. ولكن من لديه الشجاعة لبدء برنامج نووى مصرى سلمى حقيقى فعال؟ نستخدم فيه حقوقنا التى تنص عليها اتفاقية منع الانتشار النووى التى وقعتها مصر والتى تعطى الدول الموقعة حق امتلاك دورة الوقود النووى وحق تخصيب اليورانيوم تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهذا لا يعنى بالضرورة امتلاكنا لأسلحة نووية فى الوقت الحاضر، ولكنه يعنى بالضرورة إمتلاكنا للمعرفة النووية، ويعنى أكثر من ذلك ضرورة امتلاكنا لدورة تخصيب الوقود النووى كاملة، فبدون هذا سنظل خارج التاريخ ليس فى الأمن القومى فقط، ولكن فى كل المجالات السلمية التى تستخدم فيها الطاقة النووية مثل محطات توليد الطاقة والأنظمة الهندسية والأجهزة الطبية إلى آخر القائمة التى تصنع الفرق بين الدول المتقدمة ذات السيادة، والدول التابعة المتخلفة علميا واقتصاديا وحضاريا.
سيدى الرئيس.. أرجوك.. توّج حُكمَك بهذا الإنجاز.. وأنا أَعلمُ أن الضغط عليك سيكون رهيبا.. ولكن أمن مصر وأمن أبنائنا يستحق أن تواجه هذا الضغط وتحتمله من أجل الوطن، وكلنا معك، وقد سبقتنا إسرائيل إلى امتلاك هذا الدرع، وأنت تعلم أنه كان منذ إنشائه موجها إلى مصر خوفا من قوتها، فأرجوك.. ألاّ تتركنا اليوم تحت رحمة السلاح الإسرائيلى بلا درع يحمينا، حتى لا نصبح يوما فنجد نقاط التفتيش الإسرائيلية منصوبة فى شوارعنا، أو نجد القاهرة والإسكندرية قد أصبحتا هيروشيما ونجازاكى القرن الحادى والعشرين، عبرة لمن يعتبر، وثق أن امتلاك القدرات النووية هى التى تحول دون الحرب وليس العكس، وعندما استخدمت الأسلحة النووية كانت من دولة تملكها ضد دولة لا تملكها، أما الدول التى تمتلك قدرات ردع متوازنة فلا تقوم بينها حروب.
* لواء أركان حرب متقاعد– خبير إستراتيجى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة