دافع المفكر المسلم طارق رمضان عن نفسه بعد الاتهامات التى وجهت له بالتشدد والتطرف والتى كانت سبباً فى رفض منحه تأشيرة دخول للولايات المتحدة للتدريس فيها قبل سنوات، وقال المفكر المصرى المولود فى سويسرا إنه إصلاحى مهتم بما أسماه "خطاب ما بعد الاندماج" لاستكشاف الطرق التى يمكن أن يساهم بها المسلمون فى الغرب.
وفى معرض تقديمها له، تساءلت صحيفة لوس أنجلوس تايمز التى أجرت حوارا مع طارق رمضان، عما إذا كان هذا المفكر مسلماً ليبرالياً أم أصولياً متشدداً، وهل هو مفكر مسالم أم ذئب فى ثياب حملان. وقالت إن أصدقاء رمضان وأعداءه يصفونه بكل هذه الصفات، وأيا كانت الحقيقة فإن المفكر المسلم الذى يعمل بروفيسوراً فى جامعة أكسفورد يظل واحداً من بين أكثر المفكرين المؤثرين فى العالم.
فباعتباره حفيد حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، لفت رمضان الانتباه فى الولايات المتحدة عام 2004 عندما تم رفض منحه تأشيرة دخول لتولى منصب فى جامعة نوتردام لأنه منح أموالاً لجمعية خيرية فى سويسرا زعمت الولايات المتحدة فيما بعد أنها على علاقة بحركة حماس.
كما أثير الانتباه حوله من جديد الشهر الماضى عندما تم فصله من منصبه كمستشار فى مدينة روتردام الهولندية، بسبب استضافته فى برنامج بأحد القنوات التلفزيونية الحكومية الإيرانية، وهو الأمر الذى اعتبر تأييدا من جانبه لحكومة طهران، بينما رأى رمضان أن فصله كان لأسباب سياسية وهدفه استرضاء الحزب الشعبى المناهض للمسلمين فى روتردام.
وفى الحوار، وصف رمضان نفسه بأنه مسلم وعالم إصلاحى، يأخد القرآن بجدية.
وبالنسبة له، فإن القرآن نصوص بها إشارة إسلامية، إلا أنه يواجه العالم المعاصر، ولذلك فإن التمسك بالمبادئ العالمية مع الأخذ فى الاعتبار بالتاريخ والسياق هى عملية جدلية.
كما دافع المفكر المسلم عن موقفه الرافض للشذوذ الجنسى، وقال إن الأديان السماوية الإسلام والمسيحية واليهودية وكذلك البوذية لا تقبل بالشذوذ الجنسى وتقر بتحريمه بحسب المبادئ الدينية.
ولخص موقفه من الشواذ بالقول: "أنا لا أتفق مع ما تفعلونه، لكننى أحترم من أنتم" وأعتبر أن هذا هو الموقف الليبرالى الحقيقى الذى يمكن اتخاذه فى مثل هذه القضية.
ودافع أيضًا عن موقفه المؤيد للحكم بالإعدام والرجم والعقاب البدنى، قائلاً إن نصوصا من القرآن والسنة النبوية تشير إليه، إلا أنه وجه 3 أسئلة إلى المفكرين المسلمين، وهى على ماذا تنص هذه النصوص؟ وما هى ظروف تطبيق العقوبة؟ وفى أى سياق؟. وقال إنه ما لم يتم التوصل إلى إجابة واضحة على هذه التساؤلات، فإنه لا يمكن تطبيقها لأن ما يحدث الآن هو خيانة للإسلام باستهدام الضعفاء والنساء.
وأوضح طارق رمضان أن رسالته مختلفة المستويات والأبعاد، ففى الغرب يتحدث عن مرحلة ما بعد الاندماج، فالاندماج حدث بالفعل"، نحن أمريكيون، نحن كنديون، نحن أوروبيون، ونحن مسلمون.. النقطة بالنسبة للمسلمين الآن ليست الاندماج ولكن المساهمة"، مشيراً إلى أن المسلمين لا يزال يُنظر إليهم فى الغرب على أساس أنهم "الآخرين".
أما عن رسالته فى الدول الإسلامية، فتتحدد كما يقول فى تشجيع التحرر، بمعنى التحرر من أى شىء له علاقة بالديكتاتورية وتعزيز المبادئ الخمسة الأساسية بالنسبة له وهى سيادة القانون والمواطنة المتساوية والفصل بين السلطات والمساءلة والانتخاب الحر.
حفيد البنا: الغرب ينظر إلى المسلمين باعتبارهم "آخرين"
الثلاثاء، 22 سبتمبر 2009 08:12 م
لمفكر المسلم طارق رمضان حفيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة