جاء ذكر العيد فى الأدب بعدة صور وأشكال لعل أشهرها بيت أبو الطيب المتنبى: "عيد بأى حال عدت يا عيد بما مضى أم بأمر فيك تجديد" وكان للشعراء النصيب الأكبر فى وصف مظاهر العيد وبهجته التى يدخلها على القلوب بمجيئه، يهل علينا العيد هذه الأيام وسط أحداث سياسية وثقافية واجتماعية كثيرة، عن العيد وما يمثله للشعراء الآن، سألناهم عن إحساسهم به واستقبالهم له.
الشاعر حلمى سالم قال إنه لا يشعر بالعيد ولا بما يصفه البعض بفرحته، وقال: "الناس قرفانة ومضغوطة وبتنتحر انتحار ذاتى لأنهم مش عارفين يودوا قرفهم فين، فالزبالة مالية البلد، وكل حاجة غالية ومولعة نار".
كما أشار سالم إلى أن العيد منذ سنوات يقبل فى لحظات كئيبة اجتماعيا وسياسيا، فاجتماعيا أصاب الناس الاكتئاب الشديد، نتيجة انخفاض دخلهم وحرمانهم من أشياء كثيرة أساسية، وظهور الحوادث الكثيرة وجرائم القتل التى عرفتها البلد هذه الفترة ولم تعرفها من قبل يعبر عن هذا الانفجار عند الناس، واللحظة السياسية التى نعيشها هى انسداد المستقبل السياسى عند الناس، فلا يوجد تبادل للسلطة، ولا يوجد أى تغيير قريب أو بعيد، علاوة على دخولنا المؤكد فى لعبة جديدة يتم فيها تمثيل الأدوار ولا نعرف متى سنخرج من هذه الدوامة السياسية التى لا تنتهى.
أما الشاعر عبد المنعم رمضان فقد أشار إلى أن الناس لا تنشغل هذه الأيام بالعيد بقدر انشغالهم بمعركة اليونسكو التى يخوضها الوزير الفنان فاروق حسنى، وقال رمضان: "أنا شخصيا أتمنى فوز فاروق حسنى فى اليونسكو حتى أرى فسادا ثقافيا من نوع عالمى جديد".
وعن العيد والاحتفال بالعيد قال عبد المنعم رمضان: "أنا لا أفعل شيئا فى العيد ولا يختلف الأمر عندى فى العيد أو غيره، هل هى شيخوخة، هل أعيادى أصبحت أشياء أخرى وتتواجد فى أيام أخرى، أستطيع أن أقول صدور كتابى الأخير "متاهة الإسكافى" كان بمثابة عيد بالنسبة لى، لكن هذا العيد لا أشعر به، بل هو يحملنى من الأعباء والمطالب الاجتماعية التى تتوزع ما بين الرد على تهنئات به ومجاملات لا تنتهى، أما العيد فأنا لا أحسه".
وأشار رمضان إلى أن اتساخ القاهرة لا يشجع على الخروج إليها، وأن الجلوس فى المنزل هو أفضل ما يمكن للمرء أن يفعله إزاء قذارتها المتزايدة.
الشاعرة نجاة على أيدت عبد المنعم رمضان فى أن القاهرة لا يمكن الخروج فيها مع تزايد أعمال التحرش واللصوصية والجرائم، وقالت نجاة: حتى لو خرجت فى العيد هتشوف ناس بائسة مش عارفة تعيد.
وأشارت نجاة على إلى أن بهجة العيد كانت قاصرة فى الماضى عندما كانت طفلة، فكان مقدم العيد بالنسبة لها فرحة خاصة، وكبيرة، لكن الآن الأمر اختلف مع المسئوليات والعمل، وربما يكون العيد هو الفرصة الوحيدة لرؤية الأهل الذى لا يستطيع المرء أن يراهم، كذلك هو فرصة جيدة من حيث كونه إجازة مناسبة للقراءة.
وختمت نجاة حديثها، مشيرة إلى أنها لا تستطيع الخروج فى العيد خصوصا هذه الأيام التى ظهر فيها وباء الأنفلونزا وأصبح نزول أى مكان مغامرة مرعبة.
الشاعر محمد الكفراوى أشار إلى أن العيد كان فى الماضى وكانت أشد مظاهره هى لمة الأصحاب والعائلة، مما يخلق طاقة عاطفية تجعله يكتب ويبدع، أما الآن فهناك إيقاع سريع ومادى غلبت على كل شئ فى علاقات الصداقة والعائلة، وقتلت فرحة العيد، أما زحام العيد الموجود حاليا فهو يشير إلى محاولة مستميتة من الناس للتغلب على همومهم، فخروجهم للحدائق والمتنزهات ليس فرحة أصيلة بهذا العيد.