تصدرت الحرب الأهلية التى اندلعت فى اليمن ما بين الجيش اليمنى والمتمردين الشيعة الصحف ووسائل الإعلام فى الآونة الأخيرة وتناقلت الأنباء حول ضلوع إيران فى نشوب الحرب بدعمها للمتمردين وإمدادهم بالمال والسلاح وبدورها نفت إيران تدخلها فى شئون اليمن وأكدت على لسان وزير خارجيتها احترامها لسيادة الدول الأخرى، ومن جانبها اتهمت الحكومة اليمنية إيران بالتدخل فى شئونها الداخلية وهناك شواهد أخرى تثبت تدخل السعودية فى حرب اليمن إلى جانب الجيش اليمنى والسؤال الذى يطرح نفسه: ما مدى صحة التدخل الإيرانى والسعودى فى حرب اليمن؟
فى اعتقادى أن ذلك ما دأبت عليه إيران التدخل فى شئون جيرانها العرب فإيران لديها مشروع توسعى فى المنطقة يهدف إلى نشر المذهب الشيعى وانتزاع الزعامة من مصر فى المنطقة ويأتى تدخل إيران فى اليمن كحلقة ضمن هذا المسلسل بعد المد الشيعى فى جنوب لبنان والبحرين وسوريا وفلسطين وغير ذلك من الدول العربية والدليل على أن إيران لها يد فى حرب اليمن تحول الشيعة الحوثيين من المذهب الزيدى المعتدل - والأقرب إلى السنة- إلى المذهب الأثنى عشرى الذى تدين به إيران.
وكانت هناك محاولة لنشر المذهب الشيعى والقيام بعلميات إرهابية فى مصر عن طريق حزب الله إلا أنها باءت بالفشل بعد تصدى رجال المخابرات المصرية لها وكشف مخططهم.
وذلك لا ينفى على أية حال أن هناك مؤامرة أمريكية إسرائيلية لجذب أنظار العرب بعيدا عن إسرائيل وإشغالهم فى صراعات جانبية مع حزب الله وإيران والزعم بأن إيران هى الخطر الأكبر فى المنطقة، بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة تأمل فى أن تكون مصر مظلة جوية فى حربها المرتقبة على إيران وبالتالى ستحاول بشتى الطرق إرهاب العرب بالتضخيم من حجم الخطر الإيرانى.
والدول العربية المعتدلة وفى مقدمتها مصر والسعودية أخذت على عاتقها مهمة التصدى للمد الإيرانى ومحاربته فى المنطقة والمملكة العربية السعودية بطبيعة الحال لن تقبل بإمارة إيرانية شيعية على حدودها الجنوبية وستتصدى لذلك وستسخر له كل إمكاناتها وقد شوهد طائرات وأسلحة سعودية استخدمها الجيش اليمنى فى حربه على الحوثيين.
وقد دعا السيد عمرو موسى رئيس الجامعة العربية كل من الجانبين العربى والإيرانى لفتح حوار على أساس من المصالح المشتركة والاحترام المتبادل للوقوف على أرضية مشتركة وحل الخلافات بدلا من الحرب الإعلامية وهى دعوة مهمة تأتى فى محلها لاسيما وأن الشقاق العربى الإيرانى قد اتسع واستنفذ من قوى الجانبين وبدا يصرف الأنظار عن قضية العرب الأساسية قضية فلسطين ولنا فى أزمة غزة الأخيرة عبرة بانقسام العالم العربى إلى قسمين دول اعتدال تتزعمها مصر ودول ممانعة تتزعمها إيران وتبادل الاتهامات بين الطرفين وشن حرب إعلامية من كلا الطرفين على الآخر وغير ذلك من المهازل التى لا تأتى بفائدة وتصب فى صالح إسرائيل فى النهاية.
فلا مفر أمامنا من فتح باب للحوار مع إيران فإيران صارت أمر واقع فى المنطقة ورأيناها ولأول مرة فى الاجتماعات والقمم العربية، ولكن ترى هل سيستجيب القادة العرب إلى دعوة السيد عمرو موسى؟!