نيويورك تايمز: القمامة تنتشر بمصر بعد إعدام الخنازير

تعالت الانتقادات الدولية لمصر من جديد خلال الأيام القليلة الماضية بسبب ذبح الخنازير، حيث قالت صحيفة نيويورك تايمز إن قرار الذبح الذى جاء للحد من انتشار وباء الأنفلونزا، تسبب فى امتلاء شوارع القاهرة بالقمامة، والتى كانت غذاء رئيسى للخنازير.

وينقل مايكل سلاكمان مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا تحت عنوان "مصر تكتشف الأخطاء التى ارتكبتها بذبح الخنازير، متأخرا"، مؤكداً أن شوارع القاهرة امتلأت بالمهملات والقاذورات، وقال إنه عندما قامت الحكومة بقتل كل الخنازير التى توجد بالدولة خلال ربيع هذا العام، تم تحذيرها من القمامة التى ستغرق البلاد، كما أكد خبراء الصحة العامة أنها محاولة غير موفقة لمكافحة أنفلونزا الخنازير، إذ تتغذى الخنازير على أطنان من النفايات العضوية، ولكن الآن وبعد قتلها تكوم الطعام المتعفن فى شوارع أحياء الطبقة المتوسطة مثل مصر الجديدة كما فى شوارع الفقراء مثل إمبابة.

وقالت الصحيفة "إن رد الفعل المتهور من مصر على تهديد فيروس "إتش1 إن1"، قد تحول إلى مشكلة اجتماعية وبيئية وسياسية فى أكثر دول العالم العربى سكانا.

وأشار تقرير الصحيفة إلى أن هناك نظامين فى مصر للحصول على الخدمات، الأول وهو النظام الحكومى وهو يتسم بالبيروقراطية لذا يعتمد معظم الناس على النظام الثانى وهو أخدم نفسك حيث يلجأ الناس إلى نظام غير رسمى من الوساطة والرشاوى.

وأوضحت أنه تم إسناد جمع القمامة فى مصر للقطاع الخاص من خلال الشركات متعددة الجنسيات، التى وضعت صناديق لجمع القمامة فى جميع أنحاء مصر إلا أن هذه الشركات فشلت فى فهم روح المجتمع المصرى فالناس لا يأخذون مهملاتهم لتلك الصناديق لكنهم اعتادوا على وجود شخص يأخذ مهملاتهم من المنزل.

وأضافت الصحيفة، أنه حينما انتقد مسئولو الصحة فى جميع أنحاء العالم قرار ذبح الخنازير فى مصر، مؤكدين أن الفيروس لم ينتقل عبر الخنزير، قالت الحكومة المصرية إن قرار الذبح لم يكن خوفا من الأنفلونزا ولكنه كان مطروح من قبل لتنظيف منطقة الزبالين المزدحمة والتى تمتلئ بالقاذورات. وهذا الكلام كان فى مايو الماضى، واليوم تمتلئ شوارع مجتمع الذبالين بالقمامة والذباب أكثر مما قبل ونفذ الزبالون ما قالوا عنه فلقد توقفوا تماما عن التخلص من النفايا العضوية، وباتوا يفرغون القمامة فى أى مكان وفى أحسن الأحوال يفرغونها بجانب كومة من صناديق القمامة المتناثرة فى أنحاء المدينة.

وتلقى الصحيفة الضوء على الخلافات التى وقعت مؤخرا بين عمال شركات النظافة والمدينة، فما زاد مشكلة القمامة تعقيدا هو توقف عمال إحدى شركات النظافة متعددة الجنسيات عن العمل بسبب نزاع مع المدينة، وعلى الرغم من أن الحكومة أكدت حل الخلاف إلا أنه لم يتم عمل شىء لإصلاح الأضرار التى لحقت بالنظام غير الرسمى.