محمود جاد

لوددت أن أكون "كوستاريكياً"

الأحد، 20 سبتمبر 2009 04:52 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كنت كوستاريكيا، فأنت قطعاً تشعر بالفخر، ليس لأن الرئيس الكوستاريكى أوسكار أرياس، هو رئيس الدولة الوحيد الذى أصيب بمرض أنفلونزا الخنازير، ولكن لأن حكومة بلاده قررت إلغاء موسم الحج دون تردد بعد احتمالات إصابة 20 ألف مواطن بالمرض وأيدتها فى ذلك الكنيسة الكاثوليكية.. فعلتها كوستاريكا حكومة ومؤسسة دينية فى 25 يوليو الماضى، اتخذت القرار ولم تقف كثيراً أمام حسابات "البيزنس".. فالفيروس لا يعرف القدسية.

أما إذا كنت مثلى من بلاد العرب السعيدة، تحديداً من مواطنى المحروسة، فأنت أمام شلة من رجال الأعمال يسيطرون على الوزارات، وأمام "عمائم" فى انتظار وحى رئاسى لا ينطقون عن الهوى.

أدعوك معى أن نفتش معا عن آخر تصريح لوزير السياحة زهير جرانة، الطرف المباشر فى أزمة إلغاء موسم الحج من عدمه، وصاحب شركة جرانة للسياحة المالكة لعدد لا بأس به من الفنادق والفنادق العائمة بقرى المحروسة السياحية.. بمنطق رجل الأعمال، الذى طغى على رجل الدولة، طالب جرانة من شركات السياحة إبرام عقود الحج بشكل يعفيها من تحمل أى أعباء مالية، ويجعلها غير ملزمة برد أو تعويض الحاج عن قيمة السفر فى حال إلغاء موسم الحج فى أية لحظة!!

بإمكانك أن تسمى الموقف" رخصة للنصب" أو إعلاءً لشعار "لا أرى لا أسمع لا أتكلم" وبإمكانك أن تتساءل: هل يعلم الوزير سلفاً أن موسم الحج سيتم إلغاؤة؟ أم أن الرجل ليس محيطاً ببواطن الأمور؟

ربما تندهش أيضاً من تأييد وزير الصحة د.حاتم الجبلى، مالك مستشفى دار الفؤاد، أكبر مستشفى استثمارى فى مصر، الذى أيد جرانة، وارتدى ـ أيضاً ـ ثوب رجال الأعمال، قائلاً إن موسم الحج يمكن إلغاؤه فى أية لحظة وعلى المقبلين على الحج قراءة الفاتحة على أموالهم قبل دفعها لشركات السياحة، فهى فى علم الله، والحكومة النظيفة قد يحجوا بها، وقد يموتون حسرة عليها.

لن نفتش عن الدول العربية التى قررت إلغاء موسم الحج، حفاظاً منها على أرواح مواطنيها، ولن نبحث عن أكثر الحكومات الإسلامية نزاهة، أو أكثرها استغلالاً للوباء، ولن نقول إن هناك سماسرة استغلوا الجائحة، أو يستعدون لاستغلالها لتحقيق ثروات طائلة.. ولكننا لن نملك سوى أن ننظر إلى كوستاريكا كـ"أرض الأحلام" ونسأل الله أن يمن علنيا بوزراء كوستاريكيين، لإدارة شئون البلاد.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة