"القدس المدينة والتهويد" كتاب جديد لخالد عزب

الأربعاء، 02 سبتمبر 2009 12:47 م
"القدس المدينة والتهويد" كتاب جديد لخالد عزب بمناسبة احتفالات "القدس عاصمة للثقافة العربية عام 2009"
خاص اليوم السابع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لماذا تصر إسرائيل على جعل كل تلال مدينة القدس مستوطنات؟ سؤال يجيب عنه "خالد عزب" فى كتابه الصادر حديثاً بعنوان "القدس.. المدينة والتهويد"، عن دار هلا للنشر، وذلك احتفاءً بالقدس عاصمة للثقافة العربية عام 2009.

الكتاب يبدأ بمقدمة مباشرة تتجه مباشرة نحو صلب الموضوع حول برامج التوطين الإسرائيلية، مع إشارة إلى تعدادات اليهود مقابل السكان العرب والتى أصبحت الآن 230 ألف يهودى يسكنون القدس الغربية مقابل 190 ألف يسكنون القدس الشرقية.

يقدم المؤلف مدخلا إلى تهويد القدس يسرد فيه تاريخ عملية التهويد فى فلسطين منذ عام 1948م، والتى زادت حدتها واتسع نطاقها منذ يونيو 1967م. مشيراً إلى أن السياسة الإسرائيلية ارتكزت على محاولة تغيير طابع المدينة السكانى والمعمارى بشكل بنيوى، فاستولت السلطات الإسرائيلية على معظم الأبنية الكبيرة فى المدينة واتبعت أسلوب نسف المنشآت وإزالتها لتحل محلها أخرى يهودية، كما قامت بالاستيلاء على الأراضى التى يمتلكها عرب وطردهم وتوطين صهاينة بدلاً منهم.

وألمح المؤلف إلى أن التهويد الثقافى والإعلامى أحد المحاور الهامة فى مخططات تهويد القدس، ويمس هذا التهويد تراث المدينة بدرجة كبيرة ذلك لأنه التعبير الحى عن هويتها.

ويؤكد المؤلف أننا نستطيع من خلال وثائق القدس وآثارها المعمارية الإسلامية والمسيحية التى مازالت باقية إلى اليوم رسم صورة متكاملة للقدس فى العصور المختلفة، وتحديد ملكية أراضيها خاصة ما يقع فى ملكية الأوقاف منها.

جاء الفصل الأول من الكتاب بعنوان "المدينة وتراثها المعمارى" ليتحدث عن المدينة القديمة، حيث تبلغ مساحة القدس ضمن الأسوار كيلو متر مربع واحد.. يشغل الحرم الأقصى الشريف ما يقارب 500×300 متر مربع فى الناحية الجنوبية الشرقية، وهذه المساحة هى البؤرة الرئيسية للمدينة، ويتعمق المؤلف فى هذا الفصل خصائص العمارة الإسلامية بالقدس، مشيراً إلى أن جميع أبنية القدس الشريف من الحجر، استعمل فى بنائها مونة الجير، فلم يكن الأسمنت معروفًا والعقود الحاملة للأسمنت معروفًا والعقود الحاملة للأسقف بنيت من الحجر أيضًا، وشبابيك الأبنية صغيرة المساحة ومفتوحة فى جدران سميكة لتؤمن التهوية والإضاءة. وتمنع دخول الأشعة المباشرة فى نفس الوقت، تطل بعض الأبنية على الطريق من خلال مشربيات خشبية جميلة الصنع تساعد فى تهوية البيت، وتستعمل أيضًا للجلوس والاستراحة ومشاهدة الطريق دون أن تعرض أهل البيت إلى نظر المارة، وتتلاصق الأبنية بعضها مع بعض، وكأن القدس عبارة عن مبنى واحد متشابك الأجزاء، ومكونًا لنسيج المدينة الجميل الهادئ المتعاضد.
كما يقدم هذا الفصل وصفاً معمارياً دقيقاً لكل آثار القدس وأهمها: الحرم القدسى الشريف، باب الأسباط، ومئذنته، باب الحطة، و مئذنة الغوانمة، وحائط البراق، والمسجد الأقصى وقبة الصخرة، والقصور الأموية ، وسور القدس ، كما قدم شرحاً تفصيلياً لأعمال الترميم الحديثة التى تمت بها.

وتناول الفصل الثانى بالتفصيل قضية تهويد القدس، واغتصبت اليهود السيادة والسيطرة على القدس على مرحلتين فى المرحلة الأولى عام 1948 استولوا على القدس الجديدة وضموا إليها المدن العربية المحيطة بها، ويكشف "عزب" عن إحصائيات وحقائق المصادرات وطرد السكان ويقدر عدد سكان القدس حاليًا 600 ألف نسمة منهم 500 ألف يهودى بينما لم يزد عدد العرب على 100 ألف بسبب ممارسات إسرائيل الاقتصادية والسياسية ضد السكان العرب وإجلاء الآلاف منهم خارج القدس وعدم السماح بإنشاء أبنية سكنية جديدة للعرب فى القدس إلا ما ندر وخارج أسواق القدس الشريف، كما يشير فى هذا الفصل إلى ممارسات إسرائيل من تشويه وتدمير معالم المدينة، حيث سعت السلطات اليهودية منذ استيلائها الكامل على المدينة إلى تشويه وتدمير المعالم الإسلامية.

وذيل الكتاب بمجموعة من الملاحق التى تقدم معلومات مستفيضة للقارئ عن القدس وتاريخها، حيث جاء الملحق الأول بعنوان "القدس تواريخ لا تنسى"، والثانى "من أقوال قادة الصهاينة وحاخاماتهم وزعمائهم السياسيين حول القدس"، والثالث "معلومات موجزة عن الأحياء العربية خارج أسوار المدينة"، والرابع "الاعتداءات المسلحة على الأقصى".
كما أرفق بالكتاب كتالوج للصور يضم خرائط بها تخطيط المدينة القديمة، والحرم القدسى من الجو، والمسقط الأفقى للمسجد الأقصى، وقبة المعراج وقبة النبى، وخريطة لفلسطين عام 1915، واقتراح التقسيم الذى تقدمت به اللجنة الملكية عام 1936.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة