أكد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية، أن مصر تشعر بالارتياح إزاء النتائج التى توصلت إليها القمة الأفريقية الخاصة، التى عقدت بالعاصمة الليبية طرابلس أمس لبحث وتسوية النزاعات فى أفريقيا بمبادرة من قائد الثورة الليبية الرئيس الحالى للاتحاد الأفريقى، وانتهائها إلى إعلان خطة عمل طرابلس لإنهاء النزاعات الأفريقية.
وأشار أبو الغيط إلى أن الوثائق المعتمدة فى تلك الخطة تضع أهدافاً محددة لكل نزاع وإطار زمنى لتنفيذ بعضها بصورة متدرجة وبما يراعى القدرات الأفريقية، لاسيما وأن اعتمادهما جرى دون خلافات تذكر بما عكس إصرار القادة الأفارقة على إحلال السلم والأمن فى القارة، وبالذات فى كل من دارفور والصومال والبحيرات العظمى.
وأكد أبو الغيط، أن كلمة الرئيس مبارك للقمة أبرزت الركائز التى تستند إليها الرؤية المصرية تسوية النزاعات وأهمها تعزيز قدرات الاتحاد الأفريقى ومجلس السلم والأمن الأفريقى وتعزيز التعاون بين الاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة لحفظ السلام وتفعيل دور التجمعات الإقليمية، كما عكست الجهود والمواقف المصرية إزاء مختلف النزاعات الأفريقية وقد حظيت مساهمة مصر الواسعة بالذات فى عمليات حفظ السلام تابعة للأمم المتحدة وأغلبها فى أفريقيا بالإشادة والترحيب من جانب قائد الثورة الليبية والعديد من القادة، حيث ساهمت مصر فى 27 عملية حفظ سلام للأمم المتحدة منذ عام 1960 وتحتل مصر حالياً المركز السادس دولياً فى ترتيب الدول المساهمة بتلك العمليات.
وأضاف وزير الخارجية، أن انعقاد قمة طرابلس الأفريقية الخاصة بحد ذاته يبعث برسالة واضحة للمجتمع الدولى بأن أفريقيا باتت قادرة على حل نزاعاتها وقد خطت خطوات واسعة صوب تفعيل بنية السلم والأمن فى القارة وبالذات القوة الأفريقية الجاهزة وآلية الإنذار المبكر وتنفيذ سياسة إعادة الأعمار والتنمية بعد النزاعات.
وحول أبرز النزاعات الأفريقية التى شهدت تقدماً لافتاً خلال قمة طرابلس الخاصة قال احمد أبو الغيط، إن القمة لم تبحث نزاعاً فنزاعاً، بل ركزت على إيجاد المقاربة الشاملة لكيفية تنفيذ قرارات القمم السابقة فيما يتعلق بحل النزاعات الأفريقية، حيث يمكن القول بأن ظاهرة مثل التغيير غير الدستورى للحكم حظيت بوقت أوسع من بعض النزاعات بالنظر لارتباطها المباشر بما يسود القارة من نزاعات واضطرابات داخلية.
وشدد الوزير أبو الغيط على اهتمام وترقب مصر لتقرير لجنة الحكماء الأفارقة المعنية بتحقيق المصالحة والسلام فى دارفور وتدفع فى ضوء عضويتها باللجنة صوب توصل تلك اللجنة لرؤية قابلة للتنفيذ ومتكاملة توازن بين كافة الاعتبارات المرتبطة بتحقيق السلام فى دارفور.
وحول الصومال أوضح وزير الخارجية، أن مصر ترى أن رؤية المجتمع الدولى إزاء الصومال لا يزال يشوبها بعض القصور، فالصومال يحتاج كما ترى مصر لسياسة تمزج الدعم الإنسانى والمساعدة فى استعادة الاستقرار وحفظ السلام مع اعتبارات استمرار الحوار السياسى وإعادة بناء المؤسسات، مؤكداً على أهمية صياغة تصور إقليمى ودولى وربما من خلال مؤتمر للأمن والتعاون للتعامل مع الشأن الصومالى ومنطقة القرن الأفريقى بأسرها يتضمن خطوات واضحة وتقاسم للأدوار بما يساهم فى تحقيق تسوية نهائية للأوضاع السياسية والأمنية والإنسانية المتردية فى المنطقة.
أبو الغيط: أفريقيا قادرة على حل نزاعاتها بنفسها
الأربعاء، 02 سبتمبر 2009 09:56 م
وزير الخارجية أحمد أبو الغيط
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة