صندوق النقد الدولى يوافق نهائياً على بيع 403 أطنان ذهب

وافق مجلس إدارة صندوق النقد الدولى، أعلى هيئة لاتخاذ القرار فى هذه المؤسسة النقدية، بصورة نهائية أمس، الجمعة، على بيع أكثر من 403 أطنان من الذهب لتمويل قروض للبلدان الفقيرة.

وقررت عملية البيع هذه الدول الأعضاء فى ربيع 2008، لتعويم أموال صندوق النقد الدولى كما أعلن آنذاك، وتمكينه من تنويع مصادر مداخيله.

ثم قررت البلدان الغنية والناشئة فى مجموعة العشرين خلال قمة عقدتها فى لندن فى أبريل، تحويل عائدات مبيعات الذهب هذه إلى قروض بشروط مجزية للبلدان الفقيرة.

وقال المدير العام للصندوق دومينيك ستروس- كان ان "لمن دواعى سرورى أن يعطى مجلس الإدارة موافقته الساحقة على بيع كمية من الذهب لدى الصندوق لتأمين قاعدة سليمة على المدى البعيد لتمويل صندوق النقد الدولى وتمكيننا من تسريع القروض الضرورية المتساهلة مع البلدان الفقيرة".

وأضاف أن "عمليات البيع هذه ستجرى بطريقة مسئولة وشفافة بحيث تتجنب حصول أى اضطراب فى سوق الذهب".

وقرر صندوق النقد الدولى فى الواقع أن يبيع فى مرحلة أولى فقط "إلى المصارف المركزية وأقطاب القطاع العام إذا كان هؤلاء الأقطاب مهتمين بذلك". وأوضح صندوق النقد أن المبيعات ستؤثر على الأسعار لأن هذا الذهب سينتقل من قطب عام إلى آخر.

وفى مرحلة ثانية، إذا لم يبد الشارون العامون مزيداً من الاهتمام "فإن بيع الذهب يمكن أن يتم فى الأسواق بطريقة زمنية مبرمجة"، من خلال إتباع المبادىء التى تطبقها المصارف المركزية.

وسيضطر الصندوق إلى تحديد حجم المبيعات وفق السقف الذى حددته هذه المصارف المركزية والبالغ فى الوقت الراهن 400 طن سنوياً فى الإجمال للسنوات الخمس المقبلة.

وينوى صندوق النقد أيضا "إبلاغ الأسواق قبل البدء بأى عملية بيع فى الأسواق" و"الكشف بصورة منتظمة عن تقدم عمليات البيع".

وفى يوليو، أعلن صندوق النقد أنه سيرفع قروضه إلى البلدان الفقيرة إلى 17 مليار دولار بحلول العام 2014، منها ثمانية مليارات فى السنتين المقبلتين، فى مقابل مليار دولار فى المتوسط بين 2006 و2008 وثلاثة مليارات دولار فى الفصل الأول من 2009.

وقرر أيضا أن يلغى حتى نهاية 2011 الفوائد المترتبة على هذه البلدان وان يعدل إجراءات هذه القروض لتسهيل منحها وزيادة سقفها.

ولم يطرح صندوق النقد تقديرات عن المبالغ التى ينوى جمعها من هذه المبيعات. لكن إذا استمرت أسعار الذهب على حالها، والقريبة من رقهما القياسى التاريخى، فإنها يمكن أن تؤمن له أكثر من 13 مليار دولار.

من جهة أخرى، طلب المدير العام لصندوق النقد الدولى دومينيك ستروس- كان من قادة مجموعة العشرين أن يجعلوا من الاختلالات العالمية واحدة من أولوياتهم خلال قمتهم المقبلة فى 24 و25 سبتمبر، كما قال فى مقابلة نشرتها اليوم السبت صحيفة الفايننشال تايمز.