فى الوقت الذى يتقدم فيه وزير الثقافة المصرى فاروق حسنى بخطى متزنة للفوز بمنصب اليونسكو، رغم الهجوم الشرس عليه من قبل الصحف الفرنسية خاصة والأجنبية عامة، إلا أن خلطا كبيرا يحدث من قبل هذه الصحف لتقليل فرص فوز حسنى، بالمنصب ومحاربته بكل الطرق المشروعة.
آخر هذه الصحف التى شنت هجوما شديدا على حسنى فى أعدادها الأخير أثناء خوضه انتخابات اليونسكو التى تجرى الآن فى فرنسا، هى جريدة "ليبراسيون" الفرنسية، والتى طالبت حسنى بمطالب غريبة وتستعصى على الفهم، أولها "فى حال فوزه باليونسكو ضرورة الإفراج عن المدونين المصريين الذين تم اعتقالهم فى عهده"، وكأنها إشارة إلى أن حسنى هو المسئول عن مثل هذه الاعتقالات، ويمكنه فى حال فوزه باليونسكو أن يقرر الإفراج عن المدونين المصريين من عدمه.
الطلب الثانى المدهش والغريب من صحيفة "ليبراسيون" من حسنى هو أنها دعته إلى رفع الحظر المفروض على حرية الصحافة، وكأن فاروق حسنى هو المسئول الأول والأخير عن مشاكل الصحافة فى مصر، أما الطلب الثالث فتقدم له الصحيفة "نصيحة غالية" بدعوة كتاب إسرائيليين إلى اليونسكو ليؤكد تسامحه.
الصحيفة أيضا من جانبها تخلط بين وزارة الثقافة فى مصر ووزارة الإعلام، حيث تقول "طالما كان يسيطر على الإعلام ويعمل على توظيفه فى خدمة النظام"، رغم ذلك من جانبها تعترف بفرص حسنى القوية فى الفوز رغم حملتها المعادية والشرسة، وتدعوه إلى تنفيذ رؤيتها، أو بالأدق "هجومها".
أما معهد هدسون الأمريكى اليمينى فنشر مقالا على موقفع للقيادى البريطانى الدكتور عرفان العلاوى رئيس المركز الإسلامى للتعددية فى بريطانى، يشكك فيه فى قدرة حسنى حال فوزه باليونسكو على حماية تراث المملكة العربية السعودية ضد ما أسماه "الحملة الوهابية"، كما يحذر من انتخابه باعتباره مطيعا لنفوذ المملكة، وهو الكلام الخالى من الحقيقة
يتناسى العلاوى أن جميع مديرى اليونسكو السابقين لم يستطيعوا التأثير على السعودية فيما يخص مبادئها ورؤاها الوهابية المتشددة، وخاصة فى نظرتهم للمقابر، كما يتناسى أن حماية التراث السعودى خاصة والعالمى عامة ليست فقط مسئولية فاروق حسنى وحده، حال فوزه، وإنما مسئولية الـ58 دولة الأعضاء التنفيذيين، والـ 193 دولة أعضاء اليونسكو، ومسئولية العالم بأكمله أيضا.
يتناسى العلاوى أيضا أن منظمة اليونسكو بجلاله قدرها ومكانتها، لم تستطع فعل شىء ضد كل عمليات التخريب التى تمت من قبل أمريكيين فى العراق، أو من قبل عراقيين موالين لأمريكا، كلهم ساهموا فى ضياع جزء كبير من تراث الإنسانية فى منطقة من أعرق حضارات العالم القديمة.
ولم يسأل العلاوى نفسه..هل استطاعت "اليونسكو" أن توقف عمليات تدمير التراث الثقافى الإسلامى والمسيحى التى تتم على مرأى من العالم بأجمعه، دون أن يفتح أحد لسانه، أو يشير إلى فظائع ما يحدث، وكأن إسرائيل، وأمريكا ليسا عضوين باليونسكو.
كل ما سبق بخلاف الورقة "المحروقة" التى تستخدمها كل وسائل الإعلام فى العالم كله، بسبب تصريحاته بحرق الكتب الإسرائيلية تدلنا على الحرب الشرسة، والمعركة التى يخوضها فاروق حسنى، والتى يعتبر فوزه فى الجولة الأولى الثانية بـ22، و23 صوتا على الترتيب، بفارق 13 صوتا عن المرشح الثانى موقفا متميزا للمرشح المصرى، الذى تعتبر حظوظه كبيرة فى الوصول على منصب مدير عام اليونسكو.
صحف فرنسا تحمل وزير الثقافة مسئولية اعتقال المدونين
السبت، 19 سبتمبر 2009 02:52 م
وزير الثقافة المصرى فاروق حسنى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة