ربما يكون ظهور نضال الشافعى فى أكثر من عمل سينمائى مع أحمد السقا فى "الجزيرة" و"إبراهيم الأبيض"، ومع أحمد عز فى "ملاكى إسكندرية" و"بدل فاقد"، كشف لنا عن موهبته كممثل، ولكنه لم يكشف لنا عن أدائه العبقرى والطبيعى والبعيد عن التكلف، فقد استطاع نضال فى المساحة المناسبة التى منحتها إياه المخرجة المتميزة مريم أبو عوف أن يخرج قدراته كممثل دارس وواعٍ بكل تفصيلة يضعها لدوره كمذيع لامع يتعرض لابتزاز من جهات مختلفة ورغم عدم كشف الأحداث عن إدانته فى عملية شراء الطفلة بطريقة غير شرعية إلا أننا تعاطفنا معه، واستطاع أيضاً أن يضبط انفعالاته ويضعها فى المكان المناسب.
وأتذكر مثلاً مشهد لقائه بهالة (ليلى علوى) على سطح منزلها فقد أظهر لنا مدى حرصه كمذيع على شكله الاجتماعى وفى نفس الوقت تعاطفه مع هالة وإقناعها بأنه يريد مساعدتها واستطاع أن يمتص غضبها بتعبيرات وجهه رغم أنها كانت حريصة على تسجيل لقائها معه لإدانته وإثبات حقها ويأتى أيضاً مشهد مهم جدا برع نضال فيه هومشهد تقديمه كمذيع مشاكل خطف الأطفال وبيعهم رغم أنه كان أحد الذين اشترى طفلة فهو فى منطقة إدانة لكنه قدم المشكلة بجرأة المذيع الذى يتغاضى عن مشاكله الشخصية وينأى بها ليتعرض لمشاكل الناس.
أداء نضال يعود بنا ويذكرنا بأداء العبقرى أستاذ الأداء الطبيعى العملاق محمود مرسى الذى كان له مدرسة خاصة فى التمثيل الطبيعى السهل الممتنع الذى يستخدم فيه كل تفاصيل دوره فى مكانها الصحيح.
