الفائز بجائزة الأسد الذهبى لمهرجان البندقية السينمائى..

انتقادات لبنانية لفيلم "لبنان" الإسرائيلى

السبت، 19 سبتمبر 2009 05:43 م
انتقادات لبنانية لفيلم "لبنان" الإسرائيلى المخرج الإسرائيلى صموئيل ماعوز
بيروت (ا. ف .ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ أن فاز المخرج الإسرائيلى صموئيل ماعوز بجائزة الأسد الذهبى لمهرجان البندقية السينمائى عن فيلم "لبنان" الذى يروى تجربته الشخصية فى اجتياح عام 1982، تواظب الصحف اللبنانية على انتقاده باعتباره منحازا يبرر لإسرائيل مجازرها و"يخلو من أية مراجعة سياسية".

وكان ماعوز قد أعلن إثر فوز فيلمه "لبنان"، وهو أول أعماله، الأحد الماضى أنه أراد أن يلقى الضوء على حرب لم يختر خوضها ويجسدها كما عاشها أربعة جنود إسرائيليين داخل دبابة.

وترى صحيفة "النهار" الواسعة الانتشار أن الفيلم أعد "من منظار إسرائيلى"، وتضيف "العملية كلها تبدو دفاعا عن النفس لأن الطرف الآخر غير موجود وهو عدو ملثم الوجه ينعته الفيلم بالإرهابى".

ولن يتم عرض هذا الفيلم فى لبنان حيث يطبق قانون مقاطعة المنتجات الإسرائيلية مثلما لم يتم عرض فيلم ارى فولمان الذى شارك كجندى فى الحرب نفسها وتناول فى "فالس مع بشير" مجازر مخيمى صبرا وشاتيلا فى وثائقى ممزوج بسيرة ذاتية.

فى فيلم "لبنان" لا يرى الجنود الإسرائيليون من لبنان إلا المجازر التى يقومون بها: امرأة على حافة الجنون بعد موت طفلها، مسن تملكه الحقد... لكن هذه الصور لم تقنع الصحفيين اللبنانيين الذين شاهدوا الفيلم فى مهرجان البندقية.

وترى صحيفة "الأخبار" أن الإعجاب الغربى بالفيلم يرتكز على "تعميمات وقراءة مغلوطة للمشهد السياسى فى الشرق الأوسط إذ اعتبر الكثيرون أن الفيلم معاد للحرب، وكونه عملا إسرائيليا فذلك يعنى أنه يعارض حروب تلك الدولة وينتقد مؤسساتها العسكرية".

وتشير الصحيفة إلى أن الفيلم لا يعارض شيئا بل يتحدث عن الأزمة النفسية التى عاناها أربعة جنود داخل دبابة".

وتشير "الأخبار" إلى أن الفيلم "يخلو من أى مراجعة سياسية واضحة"، وتقول "أراد المخرج نقل الخوف الذى اعترى الجنود الإسرائيليين داخل الدبابة لكنه غير معنى بتاتا فى طرح الأسئلة الموجعة مثل ما الذى دفع إسرائيل إلى غزو لبنان".

ومن أبرز أسباب فوز الفيلم وفق الصحيفة نفسها "أنه يقدم الفيلم للمشاهد الغربى فرصة لإراحة ضميره وغسل يديه من الفظاعات التى ارتكبتها وترتكبها إسرائيل يوميا بحق العرب فيسمح له بأن يفرغ مشاعره السلبية من دون أن يقوده ذلك إلى طرح الأسئلة الحاسمة عن الكيان الصهيونى نفسه".

وتعتبر "النهار" أن الفيلم "يقع فى ظاهرة تحويل الجلاد إلى ضحية أو شبه ضحية مثلما هو متوقع".

وتقول "بعد 27 عاما على قتله أول شخص فى حياته يستبدل ماعوز منظار الدبابة بكاميرا" وتلخص الفرق بينهما بقولها "الأول لا يناقش بل يضرب أما الثانى فيحاول إقناعك"، وتضيف "المعضلة الرئيسية فى الفيلم هى أنه بين الواقع وتجسيده يضيع حبل الحق والحقيقة".

وتشير صحيفة "المستقبل" إلى أن الجمهور فى إيطاليا وغيرها بكى عند مشاهدة الفيلم "ليس أسفا على الذين ماتوا فى الحرب وإنما تأثرا بأولئك الجنود الأربعة"، وتكتب "لبنان فيلم إسرائيلى لا يخدم سوى إنسانية الكيان الصهيونى الذى يخوض الحروب مرغما ومتألما".

ويساهم الفيلم بحسب "المستقبل" لمن يراه من دون أن تكون لديه خلفية عن حقيقة الصراع العربى-الإسرائيلى "بردم الهوة الأخلاقية التى خلفتها مجازر حربى تموز وغزة وما سبقهما" باعتبار أن الخطأ وارد فى الحروب.

وتكتب صحيفة "المستقبل أن الفيلم يمثل "ذلك الخطأ لا ينفك يكبر منذ أربعينات القرن الماضى، ومن ثم يأتى من يحصد النجومية على حساب اعتذار وتجربة يرويها من باب إنسانية القتل ومبدأ الحياة للأقوى".

بينما ترى صحيفة "الأخبار" أن ماعوز أفاد من الموجة التى أطلقها الإسرائيلى ارى فولمان قبل عامين فى مهرجان كان السينمائى وتقول "ها هى الموضة الإسرائيلية فى فحص الضمير المعذب سينمائيا تتواصل بنجاح كبير".

وبالإضافة إلى الصحف تزخر المدونات على شبكة الإنترنت بانتقادات لفيلم "لبنان".

"إنه فيلم حربى إسرائيلى يمجد قتلة الجيش الإسرائيلى المتخصصين بمجازر النساء والأطفال" كتب أحدهم على مدونة "العرب الغاضبون" مقرا بأنه لم يشاهد الفيلم، وعلى مدونة "تويتر" نقرأ هذا التعليق إنه "فيلم إسرائيلى آخر يضفى الطابع الإنسانى على الجنود الإسرائيليين ويحرم منه الضحايا اللبنانيين.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة