أكد للجارديان أنه ليس بطلاً ولا يريد دخول التاريخ..

الزيدى: رفضت وضع العراق تحت حذاء بوش

السبت، 19 سبتمبر 2009 12:55 ص
الزيدى: رفضت وضع العراق تحت حذاء بوش جانب من مقال الزيدى فى الجارديان
إعداد ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشرت صحيفة الجارديان البريطانية اليوم مقالاً للصحفى العراقى منتظر الزيدى، تحدث فيه عن المشاعر التى دفعته إلى الإقدام على إلقاء الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش بالحذاء. وفيما يلى نص المقال:

أنا حر. لكن بلادى لا تزال أسيرة الحرب. كان هناك الكثير من الحديث عن الفعل والشخص الذى أقدم عليه، وعن البطل والعمل البطولى، وعن الرمز والعمل الرمزى. لكننى ببساطة أجيب أن ما دفعنى للتصرف هكذا هو الظلم الواقع على شعبى، وكيف أن الاحتلال يريد إذلال وطنى بوضعه تحت حذائه.

فخلال السنوات الماضية، سقط أكثر من مليون شهيد برصاص الاحتلال، ويمتلأ العراق الآن بأكثر من 5 ملايين يتيم ومليون أرملة ومئات الآلاف من المعاقينن وملايين كثيرة من المشردين داخل البلاد وخارجها.

لقد اعتدنا أن نكون دولة يتشارك فيها العربى مع التركمانى والكردى والآشورى والصابئى واليزيدى قوت يومه. وكان الشيعى يصلى مع السنى فى صف واحد، ويحتفل العالم الإسلامى مع المسيحى بميلاد المسيح. هذا على الرغم من حقيقة أننا تشاركنا فى الجوع والعقوبات لأكثر من عقد من الزمان.

صبرنا وتضامننا لم يجعلنا ننسى القمع، لكن الاحتلال فرق الأخ عن شقيقه والجار عن جاره. وحول منازلنا إلى خيم عزاء.

أنا لست بطلاً، لكن لدى رأيا محددا، ولدى موقف. فأنا أشعر بالإذلال عندما تذل بلادى وعندما أرى مدينتى بغداد تحترق، وعندا أرى شعبى يقتل. فكانت آلاف من الصورة المأسوية عالقة فى ذهنى، تدفعنى نحو طريق المواجهة. فضيحة أبو غريب، فضيحة الفالوجة والنجف الحديثة ومدينة الصدر والبصرة وديالى والموصل وتل عفر وكل شبر فى أرضى الجريجة. لقد سافرت عبر أرضى المحترقة وشاهدت بعينى آلاف الضحايا وسمعت بأذنى صرخات الأيتام والمكلومين، وشعور العار يلاحقنى مثل الاسم القبيح لأننى كنت عاجزاً.

وبمجرد أن انتهى من أداء واجباتى المهنية فى رصد المآسى اليومية، وبينما كنت أجرف ما تبقى من أنقاض المنازل المهدمة أو انظف الدم الذى يلطخ ملابسى، كنت أعض على أسنانى وأتعهد لضحايانا بالانتقام. وجاءتنى الفرصة واستغللتها.

أخذتها بدافع الولاء لكل نقطة دماء بريئة أريقت أثناء الاحتلال وبسببه، ولكل صرخة لأم مكلومة وكل آه من يتيم وآسف لكل ضحية اغتصاب.

أقول لهؤلاء الذين يلومننى: هل تعلمون عدد البيوت المهدمة التى دخلتها بحذائى الذى قذفته؟ وكم من مرة مررت به على دماء ضحايا أبرياء. ربما كان هذا الحذاء هو الرد المناسب عندما تنتهك كل القيم.

عندما ألقيت بحذائى فى وجه المجرم جورج بوش أردت أن أعبر عن رفضى لأكاذيبه ولاحتلاله لبلادى ورفضى لقتل شعبى، ورفضى لنهبه ثروة بلادى، وتدمير بناه التحتية، والإلقاء بأبنائه فى الشتات.

وإذا كنت قد أسأت للصحافة بدون قصد بسبب الحرج المهنى الذى سببته للمؤسسة، فإننى أعتذر. كل ما أردت أن أفعله هو أن أعبر بضمير حى عن مشاعر مواطن يرى بلده تدنس كل يوم. كان ينبغى ألا يكون للمهنية التى رعاها البعض تحت الاحتلال صوتاً أعلى من صوت الوطنية. وإذا كانت الوطنية فى حاجة إلى الحديث ، فإن المهنية يجب أن تتحالف معها.

لم أفعل هذا حتى يدخل اسمى التاريخ، أو من أجل مكاسب مادية. كل ما أردته هو الدفاع عن بلدى.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة