ما معنى الحياة؟ أن نعيش لنأكل ونشرب، لأننا غدا سوف نموت، إنه معنى مختلف عن الحياة الإنسانية، فالحياة الإنسانية فى قمة لذتها ليس تحقيقا للشهوات الجسدية فقط، إنها معنى أسمى من ذلك، لذة الحياة تشعر بها عندما يستمتع إنسان قمت أنت بإسعاده أو كنت السبب فى سعادته.. أن تشارك المحتاجين البائسين الأيتام.. أن ترسم السعادة على الشفاة..
تحضرنى قصة فى هذا المجال يحكيها التراث وهى أن طفلا صغيرا مر فى وقت متأخر من الليل بجوار النهر ونظر وإذا بمجرى النهر انحدر عبر فتحة صغيرة إلى سور المدينة، فلو استمر إلى الصباح سوف يغرقها ويموت الناس وهم نيام فما كان من الصبى إلا أنه فكر بسرعة وألقى بنفسه وسد فتحة السور ليمنع الماء عن المدينة واستيقظ الناس فى الصباح ووجدوا جثة الصبى الذى ضحى بحياته من أجل إنقاذ المدينة من الغرق، هذا هو المعنى الحقيقى للحياة، التضحية بكل شىء من أجل إنقاذ الآخرين وليس بيع كل شىء حتى الضمير من أجل جمع المال.
اشتعلت النيران فى أحد المنازل وبعد السيطرة عليها وجدوا فرخة محترقة ولكنها كانت تفرد جناحيها، وعند رفعها وجدوا أفراخها مازالت حية، إنها ضحت بحياتها من أجل أولادها.. إنها التضحية فى صورتها الفطرية الحيوانية التى يمكن أن يفتقدها الإنسان بكل رقيه وحضارته، فهل يمكن لنا ونحن نعيش فى مجتمع واحد كإخوة أن يتحقق لنا هذه المبادئ الإنسانية، هل يمكن أن نتكافل إنسانيا دون النظر إلى أى انتماءات أو ألوان، متى ننتفض لنجدة المريض بيننا وننقذه لأن هناك أمثلة صعبة الآن فى عدم الإنسانية،. الأخ يقتل أخيه الإنسان بدم بارد، والابن يزدرى أبيه.. ينقصنا إذن أن نتذوق لذة الحياة الحقيقية.
زكريا رمزى زكى
مدرس إعدادى بإدارة وسط القاهرة التعليمية
هل يمكنك أن تكون مثل الدجاجة التى ضحت بحياتها لإنقاذ صغارها؟ هل تعرف التضحية أصلا؟
الجمعة، 18 سبتمبر 2009 12:29 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة