هل تتذكر جدتك.. تلك المرأة المسنة التى تقول لك «لو مسكتش هاجيبلك العو أبو عين حمراء»، بهذا المنطق كانت تتعامل هبة الأباصيرى مع ضيوفها فى برنامج «مذيعة من جهة أمنية»، الذى تستضيف فيه نجوما من مختلف المجالات السياسية والفنية والرياضية لتوجه لهم أسئلة جريئة فيما يتعلق ببعض ما نشر عنهم والمناطق الشائكة فى حياتهم.. لكن تعامل هبة الأباصيرى مع البرنامج جاء بطريقة جعلت المشاهدين يضحكون من أدائها فهو مفتعل إلى أقصى درجة، بل إن بعض ضيوف البرنامج أثناء التسجيل اعتقدوا أنه برنامج مقالب أو كاميرا خفية من فرط سذاجة الحلقات والمغالاة فى كل شىء، لتفسد هبة فكرة البرنامج الرئيسية.
هبة الأباصيرى اعتمدت فى تقديمها للبرنامج على المدرسة التقليدية القديمة جدا فى التمثيل، والتى توضح أن الشرير يجب أن يرفع حواجبه دائما، وضابط الشرطة يجب أن يفتح حدقات عينيه على الآخر ودائما يرسم ملامح التكشيرة على وجهه، لتظهر وكأننا نرى فيلما قديما أبيض وأسود أو فيلم كارتون للأطفال، كما افتقدت هبة أيضا معلومات دقيقة عن ضيوفها، ولا تفرق بين المصطلحات بعضها البعض وتعتبر كل الطرق تؤدى إلى روما كما يقولون، وأبرز مثال على ذلك الحلقة التى استضافت فيها الإعلامى مصطفى بكرى حيث قالت له «هل رفعت قضية ضد رئيس تحرير حزب العدالة» وهى هنا لا تفرق بين رئيس التحرير ورئيس الحزب.
ورغم أن هبة تميزت من قبل فى تقديم البرامج الفنية على شبكة «إيه. آر. تى»، فإنها لم تستطع تحقيق نجاح مماثل فى «مذيعة من جهة أمنية»، حيث فشلت فى محاورة النجوم الذين استضافتهم ومنهم الناقد الرياضى علاء صادق الذى لم تخرج من حلقته بأى شىء مفيد أو سبق إعلامى وجاءت كل ردوده تائهة خصوصا فيما يتعلق بأعدائه فى الوسط الرياضى وانحصرت إجابته فى كلمات مثل «كثيرون.. لا أفضل ذكر أسمائهم.. أعلم تماما من هم»، ونفس الأمر بالنسبة للحلقات التى استضافت فيها إيناس مكى، وتامر أمين، ولم تخرج الحلقات بأى جديد للمتابع للصحف ووسائل الإعلام، فمثلا حلقة الفنان هشام سليم لم تضف جديدا لما سبق أن قاله فى بعض الصحف، ومنها تصريحه بأنه لن يعمل مع المخرج إسماعيل عبدالحافظ مجددا، خصوصا أن جميع من فى الوسط الصحفى والإعلامى يعلم ذلك الأمر على صعيد الخلافات الأخيرة بين الاثنين فى مسلسل «المصراوية1».
