استطاع الفيلم الإسرائيلى «لبنان» للمخرج صموئيل معاز اقتناص جائزة الأسد الذهبى فى الدورة الـ 66 من مهرجان فينسيا السينمائى الدولى، حسبما توقعت «اليوم السابع» بعد عرضه فى إطار المسابقة الرسمية للمهرجان، وجاء فوز الفيلم ليطرح العديد من التساؤلات حول مدى تدخل السياسة فى اختيار وتوزيع جوائز المهرجانات السينمائية الدولية الكبرى، خصوصا أن الفيلم يؤكد أهمية لغة الحوار بين الشعوب للتواصل ولفهم الآخر، ويبدو أن مسئولى مهرجان فينسيا الذين تعرضوا لانتقادات واسعة فى العام الماضى لغياب السينما العربية عن المشاركات لذلك لجأوا هذا العام لتعويضها بعرض 3 أفلام مصرية فى أقسام المهرجان المختلفة رافعين شعار «يكفيكم التمثيل المشرف»، فى حين تذهب الجوائز لإسرائيل، ولكن للأسف نساهم نحن بشكل أو بآخر فى منح إسرائيل مساحة أوسع عند مقارنة مستوى أفلامنا بمستوى الفيلم الإسرائيلى رغم أخطائه التاريخية ومساواة صناعه بين الضحية والجلاد، لكنهم يعرفون جيداً كيف يروجون لأنفسهم ويصنعون تاريخا بشكل سينمائى ممتع وجاذب لمختلف الجنسيات.
تدور أحداث الفيلم عام 1982 وقت الاجتياح الإسرائيلى للبنان، حول قصة طاقم دبابة إسرائيلى مكون من 4 أفراد يحتلون إحدى القرى فى بيروت، ومن المفترض أن ينتقلوا إلى الطرف الآخر، حيث تم تصوير أغلب أحداثه من وجهة نظر الدبابة، وبالأدق جنود الطاقم الذين يجلسون بداخلها، معتمداً على قصة حقيقية لجندى شارك فى الاجتياح الإسرائيلى حسب تأكيدات المخرج صموئيل معاز الذى رفض الإجابة عن أية أسئلة خاصة بالجوانب السياسية فى المؤتمر الصحفى الذى عقد بعد عرض الفيلم، واقتصرت إجاباته على تجربته التى وصفها بالمرعبة.
وتكشف أحداث الفيلم أن الدبابة «ميركافا» التى يحتمى بداخلها الجنود الأربعة تتحول بعد ذلك إلى سجن أحكم إغلاقه على من بداخلها ويقتلهم واحداً واحداً فى جحيم تلك الحرب، ويؤكد المخرج أن الفيلم يتضمن أحداثاً وقعت، وأخرى ربطها بذاكرته العميقة وذكرياته.
ويحمل إدانة للحرب لكنه يحمل الكتائب اللبنانية مسئولية الكثير مما جرى فى لبنان دون أدنى إدانة واضحة لإسرائيل حيث يبدو الجنود الأربعة شديدى الإنسانية، رافضين لفكرة الحرب وحتى الأوامر العسكرية التى يتلقونها يعترضون عليها فى أحيان كثيرة، لأنها تبدو غير مفهومة بالنسبة لهم حيث إن كل ما يهمهم هو استعادة حياتهم والعودة إلى الوطن.
كما يحمل الفيلم العديد من المغالطات ومنها وجود أسير سورى يقع فى قبضتهم ويحاول أحد أفراد الكتائب أخذه منهم بهدف قتله رغم أنه من المعروف أن القوات السورية انسحبت بمجرد الاجتياح الإسرائيلى إلى لبنان، ولم تدخل فى مواجهة مباشرة، إضافة إلى اتهام الفلسطينيين بأخذ رهائن من المواطنين اللبنانيين، فى حين ركز على إنسانية الجندى الإسرائيلى، حيث يرفض أن يقوم بإطلاق النار على الأطفال ويقوم زميل له بتغطية امرأة لبنانية.
وإذا كان الفيلم يثير الكثير من التساؤلات السياسية إلا أنه نجح وإلى حد كبير فى تقديم صورة فنية مرسومة بدقة، خصوصاً أن أكثر من 95 % من مشاهد الفيلم تم تصويرها داخل الدبابة وغلب على الفيلم الإيقاع السريع والمتميز.
بعد اقتناص الفيلم الإسرائيلى «لبنان» جائزة الأسد الذهبى
مهرجان فينسيا السينمائى يمنح السينما المصرية التمثيل المشرف ويهدى الجوائز لإسرائيل
الجمعة، 18 سبتمبر 2009 12:34 ص
صناع الفيلم الإسرائيلى يحتفلون بالأسد الذهبى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة