رغم أن برنامج «الكمين رايح جاى» الذى تقدمه الإعلامية دينا رامز خلال شهر رمضان هذا العام يعد جزءا ثانيا لبرنامجها الذى كانت تقدمه العام الماضى تحت عنوان «الكمين»، فإنها استطاعت أن تخرج من فخ التكرار والملل، حيث لعبت هذا العام على فكرة جديدة ومختلفة تماما، عبارة عن مواجهة بين شخصين بارزين يتم استضافتهما فى البرنامج لهما نفس الاهتمامات أو يعملان فى نفس المجال، لكن لكل منهما وجهة نظر مختلفة عن الآخر، حيث استضافت فى إحدى حلقاتها على الدين هلال أمين الأعلام فى الحزب الوطنى ومعه محمود أباظة رئيس حزب الوفد، واستضافت فى حلقة أخرى المطرب الشعبى محمد العزبى وأمامه شعبان عبدالرحيم.
واستطاعت دينا بذكاء شديد أن تدير الحلقات بسلاسة وخفة ظل، وأن تحافظ على هدوء الضيوف دون إحداث أى مشاجرات بينهما، بل إحداث اختلاف وتباين فى وجهات النظر، وإذا تطور الموضوع لأكثر من ذلك تدركه دينا سريعاً بخبرة وذكاء كبيرين، تثبت من خلالهما أن مقدم البرنامج ليس مجرد وجه جميل أو شخصية فنية معروفة أو مجرد شخص يمتلك ثقافة متسعة، بل الأهم من ذلك كله هو امتلاك الخبرة والحس الإعلامى ومعرفة فن إدارة الحلقة والضيوف جيداً، وهذا ما تتميز به دينا، إضافة إلى خفة الظل التى تتمتع بها.
وظهر ذكاء دينا كثيراً فى الحلقة التى قدمتها وجمعت بين على الدين هلال ومحمود أباظة، حيث استطاعت أن تملك زمام أمور الحلقة إلى النهاية، وأن تحد من عصبية الاثنين وتحولها إلى وجهات نظر يتم مناقشتها بهدوء، كما تألقت بشدة فى حلقة المفكر جمال البنا وإبراهيم نصر نائب رئيس تحرير جريدة عقيدتى، خاصة عندما نشب شجار كبير بين الضيفين بسبب مصادرة إبراهيم نصر لآراء جمال البنا فى الحجاب، وإنه ليس فرضاً وخص الله به زوجات الرسول فقط، ولذلك خرج جمال من الاستوديو، وتداركت دينا الأمر سريعاً وخرجت مسرعة خلفه لتعتذر له وتوعده بأن ذلك لن يتكرر وإنها قادرة على احترام ضيوفها وإدارة الحوار بأسلوب حضارى.
حرص دينا على أن تنقل لجمهورها وتقدم لهم معلومات هامة ووجهات نظر متبانية ظهر أيضا فى تلك الحلقة، حيث إنها عندما وجدت أن وقت الحلقة لن يكفى مناقشتهما الساخنة والهامة أيضاً قررت أن تخصص حلقة أخرى ليقول إبراهيم نصر وجمال البنا كل ما يريدانه بحرية كاملة.
كما اتضح ذكاء دينا فى عدم تحيزها لأى ضيف على حساب الآخر مهما كانت آراء كل منهما، خاصة فى حلقة المخرج خالد يوسف مع على أبو شادى، حيث تحدثت مع خالد يوسف عن معاناته مع الرقابة، ليدافع أمامه على أبوشادى عن مساحة الحرية الهائلة المتاحة أمام الرقابة، فلم تكن مع أو ضد أى منهما، بل كانت محايدة للغاية، وهذا ما جعل من حلقات برنامجها وجبة هامة فى برامج رمضان، وجعل منها ضيفة خفيفة على الجمهور بعد الإفطار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة