ارتدى جمال سليمان الجلباب الصعيدى مرة أخرى لكنه خسر كثيرا عندما اختار أن يكرر نفسه فى شخصية الرجل الصعيدى همام أبو رسلان، فلم يبتعد همام كثيرا عن مندور أبو الدهب تلك الشخصية الشهيرة التى صنعت نجوميته فى المسلسل الشهير «حدائق الشيطان»، فبعد صعود نجم جمال سليمان مع حدائق الشيطان لم يحافظ على ذلك النجاح لكنه هبط من عام إلى آخر، فقدم شخصية أبوالمكارم التاجر البورسعيدى فى مسلسل «أولاد الليل» العام الماضى ولم يحقق من خلالها أى نجاح يذكر، وها هو يكرر نفسه فى دور الرجل الصعيدى المتسلط، ظنا منه أنه سيستطيع استعادة نجوميته المفقودة بالعودة للجلباب الصعيدى.
ربما لم يدرس جمال جيدا مزاج الشعب المصرى الذى يكره التكرار ويتشوق دائما لكل ما هو جديد، وخير دليل على ذلك هو تفوق مسلسل «الرحايا» الذى يدخل هو الآخر منطقة الصعيد على مسلسل جمال سليمان «أفراح إبليس» الذى لم يختلف عن «حدائق الشيطان» فى شىء، سوى المخرج وطاقم التمثيل، فالكاتب محمد صفاء عامر هو نفسه كاتب المسلسلين والنجم جمال سليمان هو نفسه بطل المسلسلين والأحداث تدور فى الصعيد والجبروت لمندور أبوالدهب والقوة والسلطة فى «حدائق الشيطان» هى نفسها الموجودة فى شخصية همام أبو رسلان فى «أفراح إبليس» حتى عنوان المسلسل «أفراح إبليس» لم يبتعد كثيرا عن «حدائق الشيطان» لأن الشيطان هو إبليس والحدائق تبعث الفرحة فى النفوس مثل الأفراح.
ورغم أن المؤلف محمد صفاء عامر مسئول عن التكرار وعدم الاتيان بجديد، ولكن كيف لم يفكر نجم فى حجم جمال سليمان فى أن تكرار النجاح يساوى الفشل، وأن كل المشاهدين يرون تجربة إعادة شخصية الصعيدى بنفس تفاصيلها تذكرهم بالمثل الشهير «الخواجة لما يفلس يبحث فى دفاتره القديمة» وهكذا فعل جمال سليمان فقد بحث فى دفاتره القديمة فلم يجد غير مندور أبو الدهب فقلبه همام، لكن همام للأسف كان فى سبات عميق طوال شهر رمضان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة