دائما ما اتهمه النقاد بالاعتماد على وسامته فقط فى أعماله الفنية، لكن الفنان أحمد عز فى رمضان نجح فى أولى تجاربه مع البطولة المطلقة فى الدراما التليفزيونية حيث فاجأ جمهوره بالتركيز جيدا فى ملامح وتفاصيل الشخصية، دون أن يقول للجميع أنا البطل، وقدم دوره كالسهل الممتنع، به قدر عال من التمثيل الهادئ المتزن دون افتعال، كما لم يعتمد مطلقا على وسامته التى كانت سببا فى فتور أدائه ببعض أعماله الفنية السابقة، والتى ظهرت فيها تعبيرات وجهة صامدة دون حراك.
وقدم عز من خلال هذا العمل صورة واقعية للشاب البسيط المقهور الذى يعانى من ظلم الزمان له قبل ظلم الإنسان، وبرع أيضاً فى توصيل تلك الصورة للجمهور بأدق تفاصيلها سواء فى طريقة الكلام أو الملابس، ورغم كون الشخصية عانت من ظلم وقهر وفقر شديد فإن عز لم يفقد روحه المرحة، حيث كان من حين لآخر يطلق بعض الإفيهات الخفيفة، فقدم من خلال هذا الدور وجبة دسمة ومكتملة مكونة من الدراما والكوميديا، كما لم تخل من الأكشن والرومانسية أيضاً.
وأثبت هذا المسلسل أن عز استطاع أن يحسن من أدائه التمثيلى بشكل ملحوظ ويخرج من نمطية الأداء، واستفاد من النقد الذى وُجه له فى العديد من أفلامه السابقة والذى يفيد بأنه يفتعل ردود أفعاله ويزيد دائما من شدة انفعاله دون مبرر، أو أنه تمثال من الشمع، لكن عز استطاع أن يتخطى جميع هذه العقبات والملاحظات التى جاءت على أدائه السابق، وظهر هذا واضحاً فى المشاهد التى جمعته بعمه «ناجى طاحون» الذى سرق ميراث والده، وجعلهم لا يجدون قوت يومهم، ووصل عز لقمة نضوجه الفنى عندما ذهب إلى عمه فى الفيلا ليعتدى عليه بالضرب لمحاولة الأول مغازلة والدته أثناء عزاء والده، فلم يبدُ عز متهورا، بل بدا واثقاً من نفسه ومتزنا، كما ظهر أيضاً فى مشاهد هروبه غير الشرعى إلى أوكرانيا كإنسان طبيعى ولكنه ذكى، فيستطيع أن ينجو من الموت عن طريق الحيلة والعزيمة، ولم يظهر كسوبر مان يمتلك القدرة على قهر جميع أعدائه والنجاة بكل من يحبهم، فأثبت عز أنه يستطيع أن يقدم لنا شخصية واقعية فى مسلسل يستحق المشاهدة، واحترم ذكاء المشاهد فاستحق النجاح.
لمعلوماتك...
◄6 سنوات ابتعدها أحمد عز عن الدراما التليفزيونية منذ مسلسله «ملك روحى»