البحث عن التميز ليس عيبا، بل هو ما يميز أى مقدم برامج، لكن العيب هو البحث عن الإثارة على حساب أى شىء، وكل شىء، حتى أصبح الطريق الأسهل لصناعة النجاح من وجهة نظر البعض هو العبارات الجارحة والخادشة لحياء المشاهد.
المخرجة إيناس الدغيدى تجيد تقديم هذه التوليفة فى أفلامها، حتى لو كان العمل يعالج قضية مهمة، حتى أن توليفة تسخين المشاهد باتت تفسد معظم أفلامها فنيا، وإذا كانت تجيد هذه المدرسة فى أفلامها، فليس من الصعب عليها تقديمها فى برنامج لا يعتمد على أى شىء سوى اسم إيناس الدغيدى كمقدمة له واضافة صفة الجريئة له، فى إيحاء للمشاهد بأن ما يراه فى أفلام الدغيدى سيرى أكثر منه فى برنامج ليس به سوى الكلام.
ما ذنب المشاهد أن يرى الأسئلة الخادشة التى تخفى بها إيناس عجزها عن أن تكون مقدمة برنامج ناجحة؟ والتى لا تحمل إلا إحراج الضيف والمشاهد فعندما تسأل زينة عن فتى أحلامها قائلة «إنت لما تكونى مع حبيبك تحبى تعملى إيه» وعندما أحرجت زينة وتهربت من الإجابة قالت لها إيناس: إنت مش عاوزة تبقى جريئة، وكان على إيناس أن تشرح منذ البداية مفهومها عن الجرأة، وكان بالأولى أن تستفيد من خبرتها فى السينما لتدير حوارا عن السينما وقتها كانت ستصبح مذيعة فوق العادة.
إيناس لم تراعِ أنها تقدم برنامجا على تليفزيون الدولة وليس فى فضائية خاصة قد لا تهتم بأى معايير أدبية ، المدهش أن الكبرياء الذى كانت تقدم به البرنامج لا يتناسب تماما مع إخفاقاتها الأخيرة سواء كمذيعة على روتانا، أو فى آخر أفلامها «الباحثات عن الحرية»، وليس من العدل أن تحمل إيناس وحدها وزر هذا البرنامج، بل يشاركها رئيس القناة الذى أصر على الاستعانة بها ضاربا بعرض الحائط ذوق المشاهد المصرى الذى يقبل أفلامها بالكاد، وهى خلف الكاميرا فما هو الحال بعد أن أصبحت مذيعة أمام الكاميرا لمدة 30 حلقة.
لمعلوماتك...
◄50 ألف جنيه أجر إيناس فى الحلقة الواحدة