رغم أن توقعات الكثيرين للجزء السادس من مسلسل » ونيس وأحفاده » كانت تؤكد أنه لن يختلف كثيراً عن أجزائه السابقة وأن طبيعة مسلسلات الأجزاء تصيب نسبة كبيرة من المشاهدين بالملل، فإنه جاء مخالفا لظن الجميع، فمع بداية عرض الحلقات الأولى من المسلسل شعر المشاهد بمدى قيمة فنان اسمه محمد صبحى مازال يحاول الحفاظ على تقديم الابتسامة التى تخلو من الابتذال والممزوجة أيضاً بمحاولة إلقاء الضوء على المشاكل التى يعانى منها مجتمعنا.
صبحى كعادته لم يحاول تقديم ابتسامة وخلاص بل يستكمل مشواره الذى بدأه فى أجزائه السابقة لكن بصورة جديدة ممثلة فى تربية الأحفاد بدلاً من الأبناء، من خلال علاقته كجد بأحفاده الخمسة إضافة إلى طفلين آخرين لـ«لميس» شقيقة زوجته الراحلة مايسة، ويحاول من خلال هؤلاء الأطفال توضيح كيف يفكر أطفال هذا الجيل، حيث إن كل واحد منهم له اتجاه مختلف عن الآخر، فمنهم من يحب المال ويعتبره ثمناً لحرية الإنسان، وآخر يريد أن يصبح رئيساً للجمهورية، وغيره يرى أن أمريكا هى بلد الحرية، فهو يحاول علاج وتصحيح المفاهيم الغلط لدى جيل جديد من الأطفال الصغار.
ولم يعتمد صبحى على التركيز فقط على قضايا أحفاده بل يتعرض أيضاً لمشاكل أبنائه بعد زواجهم، فمن أهم المشاهد التى قدمها فى المسلسل مواجهة جمعت بينه وبين أبنائه الذين يرفضون تربيته لأبنائهم وقالوا له «إنت ربتنا غلط يابابا وده مش عايزينوا يتكرر مع أولادنا» وهو المشهد الذى جسده صبحى بحرفية شديدة، ورأينا دموعه كأنها حقيقية، وصوته المتقطع الذى لم يستطع أن يكمل به حديثه مع أولاده.
كما أن صبحى كان وفيا مع الذين عملوا معه فلم ينس تقدير كل من عمل معه فى أجزاء «ونيس» السابقة حيث وضع على تتر المسلسل رثاء إلى الراحلة سعاد نصر والمخرج أحمد بدر الدين والفنان حسين الشربينى وأيضاً غريب محمود وسعاد محمد.
ورغم استهتار القائمين على وضع خريطة المسلسلات خلال شهر رمضان بعدم وضع مسلسل «ونيس وأحفاده» على قائمة المعروض فى القنوات الأرضية رغم أنه مسلسل اجتماعى يناقش قضايا هامة فى حياتنا ووضعوه فقط على قناة نايل كوميدى وهو الظلم الذى يتعرض له دائماً فى عرض أعماله، إلا أن صبحى بعبقريته المتميزة فى الأداء ومناقشته لأفكار وموضوعات المجتمع التى تشغله غالباً ما يصمد أمام كل التحديات التى يعتقد البعض أنها يمكن أن تعيقه أو تجعله يتوقف عن العمل.