عندما ارتدت حنان ترك الحجاب لم يتدخل أحد فى قرارها لأن هذا فى الأول والآخر حرية شخصية، وعندما قررت التمثيل به توقعنا أنها من الممكن أن تقدم لنا شيئاً جديدا يحترم عقلية المشاهد، ولكن أداء حنان فى مسلسلها «هانم بنت باشا» جاء فاترا ومفتعلا من خلال طريقة حديثها التى تظهر، ومشاهدها وهى تصرخ وتتشاجر فى محاولة لتقنعنا بأنها تجسد دور فتاة فقيرة من منطقة شعبية، وكأن جميع الفتيات اللاتى ينشأن فى مناطق شعبية أو عشوائية لابد أن يتحدثن كأنهن يتشاجرن دائماً، وتحريك فمها بطرق مختلفة لتعطى انطباعا بأنها بنت شعبية، فى صورة نمطية لتلك النوعية من الأدوار التى سبق أن قدمت فى أعمال درامية، وكأنها لم تر من قبل فتيات يسكن المناطق الشعبية و يتمتعن برقة وعذوبة الحديث.
انفعالات حنان جاءت فى جميع المشاهد زائدة عن الحد بشكل لافت للنظر، وظهر هذا بوضوح فى المشهد الذى اكتشفت فيه أن حبيبها خدعها وأنه ضابط شرطة وليس عاملا بسيطا، حيث ذهبت إلى سوق «زنقة الستات» الذى تبيع الشاى فيه، وظلت تصرخ وتقول لكل الناس عن حقيقة حبيبها بشكل مبالغ فيه جداً، ولم يستطع أحد تهدئتها حتى أشقاؤها أقرب الناس إليها، وظهرت فى حالة هستيرية شديدة، والمفارقة أن كل هذا جاء بعد صدمتها الأولى فى الحفل والتى كانت تستوجب بالفعل هذا الانفعال، لكنها ظلت هادئة وجاء انفعالها باردا، حتى غادرت من القاهرة إلى الإسكندرية، و باتت ليلتها فى هدوء وذهبت لتفعل ذلك فى الزنقة.. لماذا؟ لا أحد يعلم.
ولم يكن عدم الإقناع فى أداء حنان و طريقة كلامها فقط، بل كان واضحاً بشكل أكبر فى ملابسها، التى كانت من أكبر عيوب العمل، حيث التزمت دائما بارتداء الحجاب حتى فى غرفة نومها، فهل معنى أنها محجبة أن تنام بهذا الحجاب على السرير، علما بأنه حجاب كامل، حيث ترتدى حجاباً فوق آخر وتلفه بطريقة معينة، ونفس الحجاب الذى ترتديه عندما تخرج إلى أى مكان هو الذى تجلس به فى المنزل و فى المطبخ وتنام أيضاً به، فإذا كانت حنان ترك ترفض أن تظهر بشعرها لأنها محجبة فلماذا لم تظهر بحجاب صغير يغطى الشعر لكنه يتناسب مع الجلوس فى المنزل لتظهر المشاهد بطريقة طبيعة.
كما زاد الأمر سوءا أن حنان أرادت أن تظهر لنا أن الفتاة المحجبة مطمع للرجال أيضا، حيث يقع فى غرامها جميع الذين يرونها سواء أغنياء أو فقراء، حتى «حودة» المتخلف عقليا جسد دوره علاء مرسى- يقع فى غرامها هو الآخر.
خسرت حنان كثيراً بهذا الدور المكانة التى حجزتها لدى الجمهور، ولا نعلم لماذا قبلت العودة إلى الشاشة الصغيرة بدور غير مقنع إلى هذا الحد، ولماذا تحاول الإثبات للجميع إنها تمثل، فأين ذهب أداؤها البسيط الطبيعى الذى جعلها فى وقت من الأوقات من أهم نجمات السينما ولا ينافسها أحد، وكان يجب عليها أن تراجع نفسها كثيرا قبل قبول هذا الدور.