«مطاريد الإخوان» شوكة فى ظهر الجماعة

الجمعة، 18 سبتمبر 2009 12:34 ص
«مطاريد الإخوان» شوكة فى ظهر الجماعة مهدى عاكف
كتب شعبان هدية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄«المليجى» يكشف أسرار سيطرة الفكر العسكرى على عقول قيادات الجماعة و«الخرباوى» يصف الجيل القديم بأنهم يملكون عقل عصفور فى جسد ديناصور

«مطاريد الإخوان» هو المصطلح الذى يلاحق المعترضين على أداء جماعة الإخوان المسلمين، الذين أصبحوا بمثابة شوكة فى ظهر الجماعة، باجتماعاتهم وكتاباتهم، التى باتت تكشف الكثير من أسرار التنظيم والإدارة والصراع فى الداخل.

ومثل حفل الإفطار الذى نظمه د. سيد عبدالستار المليجى، أحدث من انضم لقائمة المطاريد، «جرس إنذار» يكشف بدء خروج العشرات من الجماعة، وكلهم أصحاب فكر ورؤية.. رفضوا الانصياع وراء أفكار وتعليمات شيوخ الجماعة أو ما يعرف وسط المطاريد بتنظيم 65.

لقاء الإفطار هو المناسبة الأولى التى يحضرها هذا العدد من قيادات وشخصيات فضلت هجرة التنظيم على الرضوخ لقواعد أصحاب العقليات القديمة فى التنظيم، وهم من أجيال مختلفة وإن كان يبرز فيهم جيل السبعينيات أمثال مختار نوح وأبوالعلا ماضى وخالد داوود والدكتور إبراهيم البيومى غانم وثروت الخرباوى، وآخرون من أعضاء الجماعة السابقين بجانب عدد كبير من الشباب المقتنعين بالمليجى، ولم يفوت المشاركون الفرصة واقترحوا تنظيم ندوة شهرية فى ظاهرها مناقشة الوضع العام، وباطنها النبش فى حقيقة التوجه وإدارة الإخوان، والعنوان الكبير الذى سيبدأون به هو «الشورى والديمقراطية»، باعتبارهم تجسيدا لفصيل كبير ممن خرجوا من التنظيم بناء على مواقف أو خلاف فكرى، سواء فى فكر الإخوان، أو فى فكر إدارة الجماعة.

ويطرح بعضهم تصور أن يكون اللقاء القادم بداية لإقامة تنظيم مواز كما حدث فى الجزائر والأردن، وهى نماذج لانشقاقات باتت تهدد إخوان الجميع، وربما تكون الجمعية الأهلية التى تقدم بها المليجى من قبل إلى المرشد العام هى النواة التى تفتح الباب لجماعة «الإخوان الأهلية».

أبوالعلا ماضى وكيل مؤسسى حزب الوسط أبرز من بات يعتبر الإخوان مرحلة وانتهت و يردد دائماً أن الحديث عن الجماعة أو التنظيم أو حتى تقييمهم أو نقدهم هو مضيعة للوقت، فلم يعد يهمه شأن الإخوان، كما أنه حريص على ألا يحضر أى نقاش أو مكان يتواجدون فيه، رغم اعترافه بأن أى عمل جبهوى أو تحالف وطنى يواجه مشكلة الإخوان، فدخول الإخوان لأى تحالف أو استبعادهم يمثل أزمة ففى الأولى يسيطرون على التحالف ويحركونه وفق مصالحهم وأهوائهم، وفى الثانية يظهر أنه استقصاء ووقوع فى فخ أسلوب النظام فى التعامل مع معارضيه، لذلك لابد حسب رأى ماضى أن يراجع الإخوان أنفسهم وطريقتهم فى التعامل مع القوى السياسية الأخرى والسياسة فى مصر.

ويرفض أبوالعلا مطلقا العودة للتنظيم تحت أى مسمى ومبرره الأول فى هذا أنه أصبح لديه مشروع وهو «الوسط» وإن لم يحصل على المشروعية القانونية، لكن الحوار الذى يهيمن عليه الآن ليس الإخوان ولا التنظيمات بقدر ما يؤرقه فكرة الجبهة أو الحركة الوطنية وكيفية إيقاظها وتقوية أواصرها.

العامل المشترك بين هذه الشخصيات هو اتفاقهم على افتقاد الجماعة الإدارة الديمقراطية، وبات ينطبق عليهم ما حذر منه الشيخ يوسف القرضاوى أحد أعلام الجماعة فكرياً، الذى قال «إن أكثر ما أخشاه على الإخوان أن تضيق بالمفكرين الأحرار من أبنائها وأن تغلق المنافذ فى وجه التجديد والاجتهاد، وأن تقف عند لون واحد من التفكير وعندئذ تتسرب الكفاءات العقلية من بين صفوف الحركة ولا يبقى إلا المحافظون المقلدون».

لم يكن المليجى ومن اجتمعوا على مأدبته من جيل السبعينيات هم وحدهم الذين باتوا يضيقون زرعاً بما يدور بجماعة الإخوان، وإنما هناك قطاع كبير من شباب التنظيم يرفضون الممارسات الديكتاتورية القمعية، وبعضهم مصاب بالإحباط، خارجاً من الجماعة هربا ونجاة بعقله وقلبه.

الانفصال بين الجيل القديم والجديد مستمر ويرى الخرباوى أن السنوات الأخيرة كشفت أن الجيل القديم الذى يسيطر على التنظيم حاليا انفصل تماما عن واقع المجتمع، حتى أنه مثل أهل الكهف، فهناك فجوة نفسية عميقة بينهم وبين العديد من أبناء الجماعة أو التيارات السياسية، وبات التنظيم، كما يرى الخرباوى بفضل شيخوخة من يحكمه تحول إلى عقل عصفور وجسد ديناصور يبحث عن أولويات خاصة به، يقدمها على أوليات الأمة الإسلامية بأكملها





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة