نيللى كريم فنانة تراهن دائما على الاختلاف فى أعمالها، حيث قدمت فى هوجة المسلسلات ودوامة ازدحام الأعمال الدرامية فى شهر رمضان مسلسل "هدوء نسبى فى بغداد"، حيث أثبتت أنها قادرة على تجسيد نوعيات مختلفة من الأدوار وإتقانها، ولم تحصر نفسها فى أدوار الفتاة الرومانسية فهى "ناهد" الصحفية التى تجرى وتبحث عن الحقيقة وتصل لها مهما كان الثمن، ولأن مهنة الصحفية هى مهنة البحث على المتاعب فهى دائما ماتفعل ذلك ورصدت المعاناة التى عاشها الصحفيين فى حرب العراق لنقل مشاهد سقوط العراق للعالم كله.
ويعتبر دور "ناهد" المراسلة الصحفية نقلة فى حياة نيللى كريم الفنية واكتشاف جديد لها، فهى أجادت التعبير عن شعورها بالإرهاق عندما كانت تبحث عن حبيبها، وحافظت على نبرة صوت مميزة دون انفعال زائد، فهى لم تصرخ ولم تتشنج، بل جاء أداؤها متماسكا، كما أنها اهتمت بطريقة سيرها فهى تمشى بحزم وبقوة، مما يدل على أنها واثقة من نفسها، وهو ما يتوافق مع متطلبات شخصية المراسلة الصحفية التى تغطى أخبار الحروب.
ويأتى نجاح نيللى كريم لأنها أيضا اختارت سيناريو مسلسل مختلف عن نوعية السيناريوهات المعروفة، حيث تعرض المسلسل لقضية سياسية شائكة ورصد مرحلة صعبة مرت بها العراق وقت غزو أمريكا لها وسقوط بغداد، وقدم مؤلف المسلسل رسالته ممزوجة بقصة حب نشأت بين بطلى المسلسل نيللى كريم والممثل السورى عابد الفهد أو "ناهد" و"ناجى" الصحفيين.
وأثبت المسلسل بوجه عام أن هناك مبدعين قادرين على تقديم عمل درامى ناجح يجمع بين كل عناصر النجاح من أبطال، حيث يشارك فى المسلسل عدد كبير من أبطال مصر والوطن العربى وأيضا السيناريو، إضافة إلى أن العمل يحمل توقيع المخرج المميز شوقى الماجرى.