أثار ما نشره اليوم السابع عن اعتزام مجموعة من المستوردين المصريين شراء صفقة أغشية بكارة صناعية من الصين جدلاً كبيراً فى الشارع المصرى، مؤكداً رفض المصريين بكل إجمالى لهذا المنتج من خلال عينة عشوائية، مشيرين إلى ضياع شرف بنات مصر فى حال دخول المنتج للأسواق..
ربما الكل يرى الأمر مثيرا للجدل، ولكن دعونا نفتح مجالا للنقاش حول هذا الأمر الذى كسب شهرة واسعة من خلال الحديث والكتابة عنه أيضا.
هل نحن أصبحنا نفقد الثقة فى بناتنا الشرفاء ؟!
الذين تربوا على تربية حسنة فى بيوتنا الشرقية ذات النسيج الواحد من مسلمين ومسيحيين.
لا أرى أى سبب لأن تكون هناك هجمة شرسة على هذا الأمر وكأن شرف بناتنا ونسائنا أصبح ملوثا بدماء هذه الصفقة.
دعونا نعمل العقل يا سادة.. هل تقبل عزيزى القارئ أن أدعوك لحملة نقاطع بها كافة الأكواب المعدنية والبلاستيك تماما ولا نقرب منها ؟!.
خاصة وأنها ستدفعنا لعمل ما حرمه الله وتبعدنا عن طريق الفلاح والصواب.
بالطبع ستنعتنى بالمجنون لأننى أدعوك لترك الأكواب جانبا، نعم فالأكواب قد نملؤها ونشرب بها الخمر ونقع فى معصية الخالق وقتها، ولكن بإعمال العقل يمكن أن يكون بالكوب ماء يروى ظمأ عشطان ولبن يبنى جسد طفل صغير بعيد عن أى منكر.
هكذا الأمر مع غشاء البكارة الصينى، هل عندما يأتى ستفعل كل بناتنا الفاحشة ؟
وهل عندما تنزل إلى شوارع القاهرة فى "وسط البلد" وتجد محلات تبيع الخمر والبيرة ..إلخ ؟!
هل يعنى ذلك أن كل من سينزل بهذه الشوارع سوف يشتريها ويشربها؟!.
إننا يجب أن ننظر يا سادة للمرأة بقدر من الاحترام فهى أمى وأختى وزوجتى وبنتى وكل شىء عزيز لدينا، فمن المؤكد إذا كانت ترعرعت فى بيئة صالحة فسوف تكون بذرتها صالحة.
لا يعنى كلامى أننى مع هذا المنتج الذى قيل إننا سنستورده من الصين، ولكننى أرفض بشدة أن يكون هذا المنتج سببا فى عودتنا للوراء نحو عصور الظلام التى ترى المرأة كائنا مشكوك فيه إذا خرج من بيته، فقد لفت نظرى تعليقات القراء لموقع اليوم السابع، فالبعض يرى البنت غير شريفة حتى ولو كانت تقيم الفروض، والبعض يرى أنه من العار أن تبقى بناته على قيد الحياة إذا تم تداول هذا المنتج.
كل هذا والأقاويل كثيرة، إلا أن نظرة هؤلاء لذلك الكائن الوديع الذى هو نصف المجتمع بكل حق جاءت نظرة سطحية جعلت الكل منهن بعيدات عن الحياء.
ولا عزاء لكل من ساهم فى رفع المصاعب عن النساء لما يلاقونه من جهل وتخلف، فلمجرد ظهور هذا المنتج فإن البنات بعيدة كل البعد عن الشرف.
كيف ولماذا ؟!
إذن فمن يرى هذا المنتج يجعل بناتنا مصيدة سهلة للرذيلة فليأت لنا بدليل واحد على ذلك.
للأسف نحن كثيرون الكلام ونقدر البلاء دائما قبل وقوعه فالمنتج الصينى لغشاء البكارة عندما ينتشر ستنتشر معه الرذيلة هكذا نردد.
إذن فنحن شعب بلا قيم وكنا ننتظر هذا المنتج حتى نعلن أننا سنسير نحو الرذيلة، هل هذا يعقل يا عزيزى ؟!
أفيقوا يا سادة إنما الأمم الأخلاق ما بقيت إن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا، وتذكروا يا من وصفتم النساء بالباطل، وأن المنتج سيدفعهم للرذيلة أن الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق.
فلا نريد أن نقول إن نساءنا غير فاضلات مع ظهور المنتج الصينى لغشاء البكارة، لأن من يرى ذلك فهو ينطبق عليه المثل القائل "اللى على راسه بطحة...".
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة