انتقدت لجان المتابعة النوبية فى بيان لها ما أسفرت عنه زيارة جمال مبارك، أمين سياسات الحزب الوطنى للنوبة الأسبوع الماضى، ووصف البيان ملابسات الزيارة بأنها "سيناريو متوقع ومكرر ضد عودة النوبيين"، مشيراً إلى أنه كان هناك حرص على انتقاء شخصيات بعينها أعضاء بالحزب الوطنى لحضور المؤتمر الذى عقده جمال مبارك فى قرية عنيبة مركز نصر النوبة
وصف البيان تصريحات جمال مبارك خلال اللقاء بأنها "ناسفة لوعود وأوامر وتوجيهات السيد رئيس الجمهورية للنوبيين خلال ثلاث سنوات، وحقهم فى أولوية العودة وتنفيذ جميع مطالبهم"، مشيراً إلى أن تصريحات أمين لجنة السياسات جاءت مشابهه تماما لتصريحات محافظ أسوان السابق والحالى التى تتمحور حول انتفاء هذه الحقوق المستحقه للنوبيين، فيما يوحى بأن الرئيس مبارك يعد النوبيين بشىء، ثم يعطى تعليمات مناقضة لهذه الوعود. فى حين أن الرئيس مبارك "أعز وأجل من هذا العبث بضرب تعليماته وتوجيهاته عرض الحائط" حسبما جاء بالبيان.
ووصف البيان استبعاد الإعلام الحزبى والمستقل من تغطية المؤتمر، وكذلك كثيراً من الصحف القومية، وكافة ممثلى الأحزاب وبعض من القيادات والشخصيات المؤثرة ذات الصلة بالملف النوبى بأنه أمر "يثير الشك والريبة"، مشيراً إلى أنه تم توزيع الأدوار على شخصيات بعينها وجهت لهم تعليمات بما سيقولونه خلال المؤتمر فى إطار ما يخدم توجهات أمين الحزب وصلاحيات المحافظ، وهو ما جعلهم "غير معبرين عن حقوق النوبيين الرئيسية".
وعلق البيان على تصريحات جمال مبارك فيما يخص ضرورة أن يتعايش النوبيون لواقعهم الراهن والارتضاء بحرمانهم من حق عودتهم لأراضيهم الأصلية بأنه "لا يحق لمن لا يملك أن يحرم صاحب الحق من حقه"، وأنها تعتبر تأكيدا ً للهاجس الأمنى المترسخ لدى الحكومات المتعاقبة تجاه إعادة الحقوق الأصيلة للنوبيي.
ووصف البيان بحيرة ناصر بأنها "بحيرة النوبة" وأن ما قاله جمال مبارك حول إنها "مخزون استراتيجى لمصر وأن التواجد البشرى سوف يؤثر على استقرار هذه المخزون" دعوى باطلة، لأن كمية كبيرة من هذا المخزون تقع شمال السودان، حيث تعيش الكثير من التجمعات السكانية على ضفاف البحيرة وتمارس أنشطتها الطبيعية دون أن يتأثر المخزون الاستراتيجى للمياه أو البيئة المحيطة به سلبياً.
كما وصف البيان تصريحات جمال مبارك حول تمليك النوبيين بنصر النوبة لمنازلهم بأنها دعوة حق يراد بها باطل، لأنها تنصل واضح من الدولة تجاه مواطنيها وتهرب من مسئوليتها والتزاماتها بالإحلالات والتجديد وترميم هذه البيوت التى هجرنا إليها قسراً. أما التصريح بإسقاط مديونيات بعض السيدات النوبيات بنصر النوبة من قبل بنك التنمية والائتمان الزراعى فإنها "أمر مفروغ منه" حيث سبقت معالجته من قبل رئيس الجمهورية، وجارى تنفيذه بالفعل بناء على توجيهات سابقة للرئيس.
هذا وأكد البيان على أن ما قاله أمين سياسات الوطنى بشأن إنشاء تجمعين فقط فى "كركر – وفورقندى" يعتبر تعنتاً مجحفاً للمطالب لجان المتابعة النوبية بتخصيص 14 تجمعاً فى المنطقة الممتدة من الشلال إلى إدندان على الضفتين، وهى المطالب التى قدمها اللواء عبد الوهاب أبا زيد للواء مصطفى السيد محافظ أسوان.
وأكدت لجان المتابعة النوبية فى بيانها أنه تستنكر، وترفض بشكل قاطع جميع ما طرحه جمال مبارك من حلول وصفها البيان بأنها "واهية"، وجاء بالبيان أن النوبيين "لن يمكنوا أبداً أى كائن ما كان من التحكم فى أقدارنا، وفى مصائر فئة من أقدم الشعوب الأصيلة فى العالم، وسوف نستعين فى سبيل عودة حقوقنا بكل ما مكنه الله لنا، ولكل فعل رد فعل".
قالوا إن مبارك "أعز وأجل من العبث بمطالبهم"..
قيادات النوبة: تصريحات"جمال"تناقض توجيهات الرئيس
الأربعاء، 16 سبتمبر 2009 10:29 ص
أمين السياسات بالحزب الوطنى جمال مبارك
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة