د. نيفين شكرى تكتب: امسك فاطر!

الأربعاء، 16 سبتمبر 2009 12:08 م
د. نيفين شكرى تكتب: امسك فاطر!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثارت شائعة اعتقال مواطنين فى شهر رمضان بحجة أنهم مفطرون علانية وأمام الصائمين وأيضا شائعة قيام أحد المسئولين فى إحدى المدن بالتصريح أن هذا حدث فعلا لتعليم المفطرين الأدب- أثارت تلك الشائعات استياء كبيرا بين المصريين فى الداخل والخارج وأعطت انطباعات مشوهة لصورة وحقيقة مصر.

ورغم أن السيد وزير الداخلية نفى تلك الشائعة وأوضح أنه لم ولن يصدر قرارا جمهوريا بمثل هذه الأفعال والقوانين، وأن ما حدث كان قبضا على مشتبه فيهم يدخنون مواد اشتبه أن بها مخدرات وعلنا، وتم القبض عليهم لحين التأكد من حيازتهم مخدرات أو براءتهم ثم الإفراج عنهم، إلا أن كثيرين أصروا على أنه حدث فعلا وأخذوا يحللون تلك الظاهرة المفاجئة على أنها كارثة وتنذر بأشياء خطيرة فى المجتمع المصرى.

أول شىء لم نعرف على وجه الدقة إن كان ذلك حدث فعلا أم لم يحدث وفى الحالتين ما هى الحقيقة بالضبط ومن وراءها وماذا تم حيال من فعلوا ذلك وبتحريض من أى جهة ولأى غرض وماذا كان رد فعل الدولة تجاه قيامهم بتلك الاعتقالات؟

ثانى شىء لو افترضنا أنه فعلا حصل فقد لاقى استحسانا من أشخاص متطرفين يريدون بل يتحينون الفرصة لإحداث فتنة وانقسام وتشويه صورة مصر فى الخارج والإيحاء الخاطئ، بأن الحكومة تتعمد التفرقة على أساس الدين وطبعا يهدفون بذلك لإثارة الأقباط فى الخارج ضد الحكومة الحالية ليس حبا فى الأقباط بل طمعا منهم أن يصلوا هم إلى الحكم.
ثالث شىء هل فعلا يوجد فى القوانين المصرية ما يجرم ذلك؟ و لو صحيح ألم يحن الوقت لتعديل وفحص القوانين التى تطبق من ما يقرب من مائة سنة بما أن الزمن قد تغير ولا يصح للماضى أن يحكم الحاضر؟

رابع شىء هو أنه من وجهة نظر احترام حق الآخر وعدم التعدى على حريته يفترض أن يتم زرع اللياقة بين الناس بمعنى أنه مثلما تم منع التدخين فى الأماكن المغلقة لعدم الإضرار بالآخرين، ومثلما يقوم غالبية المفطرين فى رمضان من المسلمين بالاختباء أثناء أكلهم أو شربهم، لسببين أولهما حتى لا ينتقدهم الآخرون الذين قد لا يدركون ظروف مرضهم أو حالتهم الصحية التى تجبرهم على الإفطار مثلا، وحتى لا يتسببون فى إغراء الصائمين بالإفطار ولو أضفنا طبعا موضوع الذوق والأدب والإحساس بالآخر، حيث يمكن للمفطر أن يأكل ويشرب فى بيته قبل أن يذهب للعمل على أساس احترام ديانة الآخر ومراعاة مشاعره مثل من ترتدى فستانا أحمر وتذهب إلى عزاء فلا يليق و لو فعلت ذلك فلتتحمل الانتقاد.


وبالنهاية نعتقد أنه هناك أحد حلين لأولئك الضعاف جدا من الصائمين، إما أن يقوموا بتناول أقراص تسد الشهية مع السحور أو يستعملوا الإبر الصينية الخاصة بذلك، أو أن يأخذوا إجازة و لا يخرجوا من البيت طوال رمضان، لكى يريحوا ويستريحوا ولا ننسى الجنود المصريين الذين حاربوا وانتصروا فى العاشر من رمضان وهم صائمون ولاعبو كرة القدم أيضا الذين فازوا وهم صائمون وأن الصوم هو بين العبد وربه، لكن من جهة أخرى نعتقد أن الحس والذوق يفرض تلقائيا على غير الصائمين سواء مسلمين أو غير مسلمين احترام مشاعر الصائمين لكن بلا تهديد ولا تجريم إن لم يكن على سبيل الذوق والمحافظة على نسيج المجتمع، فليكن على سبيل منع الاشتباكات غير المرغوب فيها مثلما حدث العام الماضى بسبب قهوة مفتوحة فى إحدى المدن المصرية حيث حصل اشتباك وكادت تؤدى لفتنة طائفية بلا داعى.. ورمضان كريم.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة